على طريقة «اشهد اللهم إني قد بلغت»، أطلق العلامة السيد محمد حسين فضل الله صرخة تحذير شديدة من نيات الإدارة الأميركية الحالية، مكرراً في تصريح له أمس، وبعبارات مختلفة أنها «تسير بخطى سريعة لإشعال المنطقة وإشعال العالم كله بحرائقها المتنقلة هنا وهناك»، و«تحضّر الأجواء لجولة عنف واسعة النطاق ولحرب كبرى قد يفكر أكثر من مسؤول في إدارة بوش بأنها الحرب الحاسمة».وقال: «مع علمنا بأن الإقدام على مغامرة من هذا النوع سيحرق الأيدي الأميركية، ويفسح في المجال لعالم مختلف، إلا أننا نريد لدول المنطقة أن تتحرك لمنع حصول هكذا حريق، لا أن تكتفي بالاستماع إلى وزيرة الخارجية الأميركية في استدعاءاتها لرؤساء أجهزة الاستخبارات أو لوزراء الخارجية، لأن النار لن تصل هذه المرة إلىالشوارع الخلفية في أكثر من موقع في المنطقة والعالم، بل ستصل أولاً إلى مواقع السلطة العربية التي تعيش حالات اهتزاز متصاعدة».
وحضّ على الحذر من «الدعوات الأميركية وبعض الدعوات الأوروبية التي تتحدث عن صفقة كاملة في مسألة التفاوض، لأن إدارة الرئيس الأميركي بوش تتحرك بعقلية إمبراطورية غاشمة ترى في التفاوض أسلوباً من أساليب دفع الطرف الآخر إلى الاستسلام بعد رميه بسيل من الاتهامات الباطلة»، مشيراً إلى أن شروطها «هي شروط إسرائيلية في العمق، وأن التعهد المستمر بالعمل لحماية التفوق العسكري الإسرائيلي بات يعني السعي إلى تقويض التقدم العسكري والأمني المضاد، إضافة إلى وضع حد للتقدم التكنولوجي والصناعي».
ونبه إلى أن هذه الإدارة «تريد أن تضع حداً للبناء الذاتي العلمي والصناعي المتقدم في إيران، الذي يمثل حافزاً قوياً للكثير من دول العالم الثالث»، رغم أنها «تعرف تماماً أن إيران ليست في وارد الذهاب إلى المستوى النووي العسكري، لأنها ليست في حاجة إلى ذلك من الناحية الدفاعية، وحتى الاستراتيجية (...) كما أن إيصال المسألة إلى مستوى القنبلة الذرية محرم من الناحية الشرعية بحسب ما أعلنت إيران على لسان أعلى قيادة فيها». وربط التأييد الأوروبي للأميركيين بـ«أنهم جميعاً يريدون أن يظل العالم العربي والإسلامي سوقاً استهلاكية».
(الأخبار)