حراجل – رندلى جبور
مفهوم الساحتين انسحب على بلدة حراجل الكسروانية بعدما بات مألوفاً في السياسة اللبنانية وذلك على خلفية مشروع نقل معمل «إلكا» للباطون الجاهز من «جعيتا» إلى حراجل بعدما ربحت مدرسة مار يوسف عينطورة الدعوى التي قدمتها ضد وجود المعمل في جعيتا.
اعتصام واعتصام مضاد لأهالي حراجل أمس على مفرق سيدة الدرجة حيث سيقام المعمل، ليمثّل الأول انتفاضة على بناء النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن معمله بين المنازل وذلك، على ما قال المعترضون، لما يسببه من أذى على البيئة والصحة والسياحة والاصطياف في البلدة.
أما الاعتصام المضاد فمثّله مؤيدو إقامة المعمل بحجة أنه ينعش الاقتصاد في المنطقة وسيستوفي الشروط البيئية والصحية. أهل البلدة منقسمون وأعضاء بلديتها أيضاً إذ وُجد عدد منهم في «الساحة الأولى» وآخر في «الساحة الثانية». أما رئيس البلدية أنطون زغيب، فغائب عن الساحات، وأشار طوني عقيقي صاحب بيت مجاور للأرض التي سيُبنى عليها المعمل إلى أن «في فم الريّس ماء ما فيه يحكي، لأنه محسوب على الشيخ فريد» معقّباً على ذلك بالتأكيد على ضغوط مادية وخدماتية يمارسها وقال: «قسم قابض وساكت وقسم ماشي بالمشروع».
اعترض سميح شمعون زغيب، أحد أعضاء بلدية حراجل على مشروع معمل الباطون الجاهز في البلدة «من منطلق غير سياسي» إنما إنساني إذ تقتصر المسافة الفاصلة بين المعمل والبيوت على الأمتار الخمسة علماً أن القانون يحدّد حداً أدنى لابتعاد المعامل عن البيوت.
وأشار زغيب إلى أن المنطقة غير مصنفة صناعياً والرخصة هي من الدرجة الثانية وعمرها أكثر من ثلاثين سنة وتعود لإقامة معمل أحجار باطون على اليد.
وفي الساحة المواجهة التي لا تبعد أكثر من عشرة أمتار عن الساحة الأخرى، حوّل جان سلوم عضو بلدية مؤيد للمشروع سياسية باتهامه المعترضين بأن «أهدافهم سياسية لا بيئية» مشيراً إلى أن المعمل «خدماتي أكثر منه تجاري» ويسمح لخمسة وعشرين رب عائلة بالعمل فيه من أجل تأمين لقمة العيش وقال: «بدّن يشلّوا الحركة الاقتصادية مثل ما شلّوها في وسط بيروت»، ويعلو بعد كلام سلوم صوت شربل سلوم المؤيد للمشروع هو أيضاً: «هني 8 آذار ونحنا 14 آذار»، منتقداً حضور غسان الرحباني الذي وقف إلى جانب الرافضين لإقامة المعمل. وفيما أكدت فاديا عقيقي من الساحة المعارضة أن «كنا نحبّو كثير للشيخ فريد بس هلّق بطّلنا» لأنها خائفة على أطفالها الصغار وعلى صحتها التي قد تتدهور بسبب مرض القلب، رأى جاد اسطفان من ساحة المعمل «أن الشيخ كل عمره يخدم حراجل ما رح يجي هلّق يضرّا»، وقال: «كلنا ناطرين ت نشتغل فيه للمعمل».
عدد من سكان البلدة قال إن كثيرين ممن يقفون في الساحة تأييداً للمشروع هم من غير أبناء البلدة إنما «زلم» النائب السابق فريد هيكل الخازن وهو ما نفاه معتصو الجهة الأخرى.غاب عن الاعتصام رفع الشعارات الحزبية وحضور فعاليات سياسية إلا أن «التمريرات» السياسية بقيت حاضرة عملاً بمقولة «كلما اجتمع اثنان في لبنان تكون السياسة ثالثهما» في اعتصام دام حوالى ساعة ونصف ساعة وضمّ عشرات الأشخاص من مؤيدين ومعارضين.