الكورة ـــ فريد بو فرنسيس
الفتى جورج غلام (12 سنة) هو أحد الجرحى الثمانية الذين نقلوا إلى المستشفيات نتيجة عراك على أفضلية المرور في منطقة الكورة ليل أول من أمس. إذ تعرض جورج للضرب على رأسه وجسمه خلال العراك، «وحالته خطرة وغير مستقرة ويلزمه إجراء عملية جراحية»، حسب ما ذكرته القوى الأمنية. حصل العراك على طريق عام أنفة ـــ ذكرون، وكالعادة، وضع، إعلامياً، في خانة الصراع السياسي بين القوى الحزبية في المنطقة قبل أن تؤكد قوى الأمن الداخلي أنه خلاف فرديوفي المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن شبّاناً من بلدة عرب التلة كانوا يحمّلون جرافة على ظهر شاحنة كبيرة مساء أول من أمس، فاضطروا الى قطع الطريق المؤدية إلى بلدة ذكرون المجاورة لبعض الوقت. وصودف في هذه الأثناء مرور مجموعة من شباب ذكرون عائدين الى البلدة، فتلاسن الطرفان، وتطور التلاسن الى شتائم، فتشابك بالايدي، ومن ثم إلى ضرب بالعصيّ والأدوات الحديدية. وقد نفى أهالي عرب التلة المزاعم التي أطلقها البعض، بأنهم قطعوا الطريق عمداً أمام أهالي ذكرون.
أما في ذكرون، فقد اختلفت الرواية. وبحسب ما قاله بعض أبناء البلدة لـ«الأخبار»، فإن «شباب تلة العرب تقصّدوا قطع الطريق أمامهم بغية افتعال هذ المشكل، وهو ليس الأول بينهما، إذ سبق للطرفين ان تشاجرا مرات عدة على خلفيات سياسية وحزبية، وإن «شباب عرب التلة يتحيّنون الفرص دائماً لافتعال مشاكل» معهم. وما حصل بالأمس هو، بالنسبة لأهالي البلدة الذين تحدّثوا إلى «الأخبار»، «أكبر دليل على ذلك، حيث إنهم لم يكتفوا بضرب شباب البلدة فقط، بل حطموا زجاج السيارة التي كانوا يستقلونها».
الطرفان المتنازعان تبادلا توجيه التهم حول أسباب الحادث، لكنهما أكدا لـ«الأخبار» في موازاة ذلك حرصهما على أنه «ليس هناك أي خلفية سياسية لهذا الإشكال، وإن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة».
وأصدر حزب «القوات اللبنانية» بياناً ذكر فيه أن الشبان من بلدة ذكرون هم «من القوات اللبنانية وأغلبهم من القاصرين في العمر». واتهمت «القوات» في بيانها عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي بالتعرض لعناصرها بالضرب.
بالمقابل، نفت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان لها «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن علاقة الحزب أو أي من أعضائه بالحادث الذي حصل»، لافتة إلى أن «أسباب الحادث ليست سياسية، وأن القوى العسكرية والأمنية باتت على اطلاع ومعرفة كاملين بتفاصيل ما حصل»، محذرةً من أي «محاولة لتطييف الحادث أو تسييسه».
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً ذكرت فيه تفاصيل ما جرى بين أبناء البلدتين، موضحة أنه «عند التاسعة والنصف من مساء أول من أمس (الخميس)، وعلى طريق عام أنفة ـــ ذكرون بالقرب من الجسر، حصل عراك بين شبان من بلدة ذكرون وآخرين من حي تلة العرب، تطور إلى تضارب بالعصيّ والرشق بالحجارة، بعدما تعرض شبان من تلة العرب لسيارة من نوع رينو 12 يستقلها أربعة أشخاص من بلدة ذكرون هم: سليم العلم، جورج غلام، مارون غلام وجان منعم، وتدخل في الإشكال كل من: جوزف زعيتر، سركيس زعيتر، فكتور غلام، تخلله إطلاق عيارات نارية عدة من مسدس حربي في الهواء من قبل مجهول. وقد أصيب الجميع بجروح من جراء التضارب حيث نقلوا جميعاً الى مستشفى البترون للمعالجة». وختمت المديرية بيانها بأنه «وبعد منتصف الليل (ليل أول من أمس) حضر إلى فصيلة شكا كل من: سليم العلم، جوزف زعيتر وفكتور غلام للادّعاء، حيث تم الاستماع إلى إفاداتهم، ولم يتبيّن وجود أي خلافات دينية أو حزبية».