strong>عساف أبو رحال
صناعة الصابون البلدي منتشرة في معظم القرى والبلدات الجنوبية، خصوصاً تلك التي تشتهر بإنتاج زيت الزيتون وزيت الغار. عرفها الأهالي منذ زمن بعيد، وباتوا يتقنونها يدوياً وفق طرق بدائية، لعدم توافر الإمكانات وتقنيات المكننة الحديثة التي من شأنها المساعدة في تطوير هذه الصناعة والارتقاء بها إلى المستوى المطلوب كغيرها من الصناعات الأخرى، لتكون بالتالي ركيزة اقتصادية يعتمد عليها.
وفي بلدة حولا، تكاد هذه الصناعة تنقرض لولا وجود منزلين فقط يتعاطيان طريقة التصنيع التقليدية «المنزلية»، والجمعية التعاونية الزراعية، حرصاً منها على الحفاظ على هذا التراث أنشأت أخيراً مصنعاً حديثاً لهذه الغاية بمساعدة جهات مانحة.
رئيس الجمعية محمد رزق أوضح «أن الجمعية تملك منذ سنة ونصف معصرة لزيت الزيتون ومصنعاً لإنتاج الصابون، قدمتهما جمعية انماء القدرات في الريف بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. قدرة المصنع الإنتاجية هي 300 كيلو غرام من الصابون، يتم التصريف داخل البلدة وفي القرى المجاورة بسعر خمسة آلاف لير ة للكيلو الواحد. وأضاف «زيت الزيتون متوافر لدينا، وزيت الغار نشتريه من القرى المجاورة بسعر 200 دولار للصفيحة الواحدة، والمصنع يوفر فرص عمل لتسعة أشخاص. وعن طريقة التصنيع، نعتمد نسباً معينة، 15 في المائة صود كوستيك «قطرونة»، 70 في المئة زيت زيتون، أو 15 في المئة زيت غار.
ويقول المواطن كامل قطيش: «إن أشجار الغار في حولا قديمة قدم الزمن وملازمة لأشجار الزيتون، ولا احصاء دقيقاً لها، وهذه الزراعة منتشرة في قرى جبل عامل، لكن المشكلة تكمن في صعوبة استخراج زيت الغار، لعدم وجود معاصر مخصصة لهذه الغاية، فالأهالي يعتمدون طرقاً بدائية صعبة ومتعبة، ونحن بصدد البحث عن وسيلة حديثة تمكننا من استخراج هذه المادة، حيث لم يبق في حولا سوى منزلين يتعاطيان استخراج الزيت وصناعة الصابون».
وتقول رجاء يونس: «إن حبة الغار تشبه حبة الزيتون مع فارق في نسبة الزيت، حيث إن كيلو الزيت يلزمه 20 كيلو غراماً من حب الغار، ولهذا نجد فارق الأسعار بين صابون الغار وغيره من الأنواع الأخرى»، مشيرة أن سعر الكيلو الواحد هو 15 الف ليرة وهذه الصناعة منتشرة في غالبية قرى جبل عامل».
وفي منطقة حاصبيا، لا يكاد يخلو منزل من الأدوات اللازمة لهذه الصناعة، وتشمل: وعاء معدنياً عبارة عن برميل، ومقطعاً خشبياً مستطيلاً أو مربع الشكل يكبر ويصغر حجمه حسب الحاجة، توضع فيه مادة الصابون بعد طبخها على النار لساعات عدة، أما عملية التقطيع فتتم يدوياً بواسطة السكين. ويوضح أبو جهاد عبد الله أبو صعب، صاحب خبرة في هذا المجال، أن «طبخة الصابون يلزمها 24 ساعة تتوزع على عدة مراحل بدءاً من الإعداد حتى التقطيع.
وتعتبر حاصبيا من أغنى المناطق في إنتاج زيت الزيتون الذي يدخل في هذه الصناعة ويشكل مادة أساسية بدلاً من استخدام شحوم أو مواد دهنية أخرى. وهذه الصناعة ما زالت تعتمد طرقاً بدائية ولو قدر لها استخدام التقنيات الحديثة لكانت من أرقى وأجود الأنواع، علماً بأنها تلقى رواجاً لدى شريحة واسعة من المواطنين.