المنية ــ عبد الكافي الصمد
منذ انعقاد اللقاء التمهيدي الأول لقوى المعارضة في المنية، مطلع الشهر الماضي، وصولاً الى موعد التئام اللقاء الموسّع الذي أعلن فيه، أول من أمس، عن ولادة «اللقاء التضامني الوطني» وتلاوة وثيقته السياسية، حفلت الفترة الممتدّة بين الموعدين بالكثير من التطورات والمتغيّرات، إن لجهة بنية القوى داخلياً، أو لجهة امتداد مشروعها خارج إطار منطقة المنية ونسجها علاقات مع بقية قوى المعارضة الموجودة في الشمال.
وقد تمّ الإعلان عن ولادة «اللقاء التضامني الوطني» في احتفال أقيم في قاعة مطعم «مطلّ القمر»، بدعوة من لقاء المحامين المستقلّين والهيئات النسائية والجمعيات الأهلية والمنتديات الثقافية والشخصيات الوطنية والإسلامية في المنية، في غياب رئيس «المركز الوطني للعمل الاجتماعي» كمال الخير لأسباب «بحت تنظيمية»، وبحضور ممثل عن الرئيس عمر كرامي، نائب المنية السابق محمود طبّو، وممثلين عن «تيار المردة»، «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، «التجمع الشعبي العكاري»، «التيار الوطني الحر»، «حركة التوحيد الإسلامي» و«حركة المرابطون»، فضلاً عن جمع من الفاعليات.
وكان اللقاء قد استهلّ بكلمة ألقاها عضو مجلس أمناء «تجمّع العلماء المسلمين في لبنان» الشيخ مصطفى ملص، الذي أشار الى أن السير في هذه الخيارات «لا يمكن أن تحول دونه العقبات ولا الظروف»، وإلى أن الحق في تحديد مصير لبنان «لا يسقط أمام أي ضغط، مهما بلغ»، لافتاً الى وجود ظاهرة الخوف من إعلان المواقف أو التعبير عن القناعات التي هي «ظاهرة خطيرة جداً، تمهّد لنمو ديكتاتورية سياسية ـــ طائفية أشدّ خطراً من كل أنظمة الطغيان السياسي».
بعد ذلك، تلا المحامي محمد أبو خليل وثيقة اللقاء السياسية التي نصّت على أن لبنان «بلد يقوم على التنوّع والتعدّدية الدينية والمذهبية، وهو ذو نظام ديموقراطي توافقي»، وأن حرية الانتماء السياسي «حقّ مقدّس لكل مواطن»، وأن كلّ محاولة لفرض الأحادية السياسية «مرفوضة»، إضافة الى أن الاصطفاف على أسس طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو عرقية هو «مدخل للانقسام الوطني أو للتقسيم والفيدرالية».
كما شدّدت الوثيقة على ضرورة «رفض كل دعوة أو ممارسة تؤدي الى استخدام العنف بين اللبنانيين كوسيلة لحلّ الخلافات الداخلية»، مؤكّدة أن المقاومة «حقّ مقدّس للبنانيين»، مشيرة إلى أن سيادة الشعب اللبناني على أرضه «لا تقبل التجزئة أو التنازل أو التهاون فيها، تحت أي ذريعة».
وحذّرت الوثيقة من المشاريع الأميركية المعدّة لمنطقتنا لأنها «مسميات لمسمّى واحد، وهو مشروع فرض الهيمنة الأميركية ـــ الصهيونية على المنطقة ككل».
وسبق إطلاق اللقاء، الذي واكبته إجراءات أمنية مشدّدة للجيش وقوى الأمن، توزيع بيان حمل توقيع «المنية الوفية»، تضمّن اتهامات لـ«الأصوات الشاذّة والحركات المشبوهة من أتباع المحور السوري ـــ الإيراني» بطرح «مشاريع استفزازية، تسيء إلى مشاعر أهالي المنية، في محاولة لاستغلال اسم المنطقة مطيّة لأهداف مالية وسياسية وشخصية، سعياً منها الى تشويه وجه المنية الوفية لدماء ونهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري».