الناقورة ــ آمال خليل
يتكرر المشهد ذاته في كل احتفال أممي في المقر العام لليونيفيل في الناقورة. أمس، أقيم احتفال بعيد تأسيس قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. الجنود الإيطاليون والفرنسيون يتولون استقبال المدعوّين والاهتمام بالإعلاميين، فيما زملاؤهم التنزانيون والغانيون يعزفون ضمن الفرقة الموسيقية أو يقفون في عداد العرض العسكري أو يؤمّنون خدمات ما.
بدأ الاحتفال، عزفت الفرقة، واستعرض القائد العام غرازيانو الفرق قبل أن يلقي كلمة ويقف دقيقة صمت على أرواح 285 عنصراً قضوا في الجنوب، ثم انتهى الاحتفال. لم يقم جوزف، الجندي التنزاني، بترتيب الساحة وإعادة كل شيء إلى مكانه، بعد انتهاء الاحتفال مع زملائه وزميلاته الغانيين والهايتيين والهنود في الوقت الذي ينصرف فيه الجنود الإيطاليون والفرنسيون والبلجيكيون إلى قاعة الاحتفال لتناول الطعام مع كبار القادة والشخصيات المدعوة كما جرت العادة. يترك الجنود السجاد الأحمر مفروشاً على الأرض. يتناسون الكراسي والطاولات والرايات، ويتوجهون نحو بعضهم البعض؛ لأن العيد عيدهم، هنّأوا بعضهم وأخذوا صوراً تذكارية، يميّزها الأسود، لون بشرتهم.
في السماء، كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية وتنفذ طيراناً دائرياً فوق القرى الجنوبية؛ وفي البحر كانت البارجة العسكرية الألمانية براندن بروغ، ترافقها فرقاطة تقوم بدوريات قبالة شواطئ صور والناقورة، تعمد إلى مراقبة مراكب الصيادين وحركة الملاحة في عرض البحر. ثم تقلّ قائد البارجة العسكرية الأدميرال أندرياس كروز ومساعديه بعد زيارتهم لمقر الناقورة. أما على الأرض، فقد كانت قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، تحتفل بعيدها التاسع والعشرين. حضر الاحتفال ممثلون عن قيادة الجيش اللبناني والأمن العام وكبار قادة اليونيفيل. القائد العام كلاوديو غراسيانو ألقى كلمة حيّا فيها «عناصره الشجعان والطيبين»؛ واستعرض «التاريخ العظيم الذي سجّلته القوات الأممية منذ وجودها وحتى اليوم، مروراً بالتغييرات التي طرأت على عديدها ومهمتها في عامي 2000 و2006». وأكّد غراسيانو أن قواته «باتت أقوى في الجنوب من ذي قبل، بعد تمركز الجيش اللبناني في مواقعه للمرة الأولى خلال وجودنا، وبعد تخطي الصعاب والتحديات التي واجهتنا»، مشيراً إلى «روح التعاون التي تربطها بالحكومة والجيش بقادة المنطقة السياسيين والدينيين والشعبيين كافة لإنجاز المهمة الإنسانية والأمنية التي جاؤوا من أجلها».
وعلى هامش الاحتفال، أفردت بعض الوحدات لوحات تؤرخ بالصور لنشاطات إنسانية وخدماتية قدّموها للجنوبيين، فيما وزع على الحاضرين نصّ يؤرّخ لحيثيات مجيء قوات الطوارئ إلى الجنوب في عام 1978 بعد إصدار القرارين 425 و426 وصولاً إلى القرار 1701 في عام 2006.