إبراهيم عوض
«لا ورقـــة لـــدي مـــن 14 آذار ولـــم أسمـــع بهـــا مـــن قبـــل»

بدا الرئيس نبيه بري مهتماً بمعرفة ردود الفعل على مؤتمره الصحافي الذي عقده الثلاثاء الماضي. وقد راح يتابع التعليقات والتحليلات والتصريحات الصادرة حوله، وتوقف بخاصة عند كثافة الاتصالات التي تلقاها مثنية على عرضه لحقيقة الأمور وتمسكه بالحوار وبسياسة اليد الممدودة، فيما لاحظت أوساطه أن عدداً كبيراً من هذه الاتصالات كان لقيادات ومراجع وشخصيات سياسية ودينية وإعلامية وهيئات نقابية واجتماعية من الطائفة السنية، التي اذا ما أُضيف اليها ما نقل عن البطريرك نصر الله بطرس صفير من تنويه بمواقف بري لشكلت تبدلاً في المشهد السياسي لا بد ان يترك انعكاساته الإيجابية على مجمل الأوضاع.
وحتى الساعة الثانية من بعد ظهر امس لم يكن رئيس البرلمان قد لمس ما يشير الى قرب حصول اجتماع بينه وبين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، وهو أبلغ زواره بأن الأخير «مشغول على ما يبدو في الوقت الحاضر بإعادة ترتيب البيت داخل صفوف 14 اذار بعد الأصوات التي خرجت وخصوصاً من الثنائي ج ـ ج» أي جنبلاط وجعجع، متناولة أداء حليفهما في جلسات الحوار معه، متسائلة عن ورقة قيل ان فريق الأكثرية ضمّنها أفكاره لحل الأزمة وقدمها الى رئيس المجلس عبر الحريري وكذلك الى المملكة العربية السعودية.
وأكد بري لـ«الأخبار» أنه لم يتلق هذه الورقة ولا علم له بها كما لم يسمع عنها من قبل، لافتاً الى ان الورقة الوحيدة التي يملكها هي التي كشف عنها في مؤتمره الصحافي وتضمنت مشروعه المقترح لحل الأزمة وقد عرضه بالتفصيل يومئذ.
وأوضح رئيس المجلس أنه لم يكن في وارد عقد مؤتمر صحافي إذ لم يكن يتوقع حضور هذا العدد الكبير من نواب الأكثرية الى مبنى البرلمان يوم الثلاثاء الماضي، خصوصاً أن الحريري كان قد أبلغه في اتصال أجراه معه عشية اليوم السابق أن الحضور سيكون رمزياً وسيقتصر على نائبين أو ثلاثة من كل كتلة، لذلك كان التوجه لديه بعقد اجتماع لكتلة التنمية والتحرير بالتزامن مع وجود نواب الأكثرية في المجلس، يصدر على أثره بيان على أن تنتهي المسألة عند هذا الحد.
ولا يخفي بري بأنه فوجئ بوصول عدد النواب الذين حضروا الى البرلمان الى اكثر من 40 نائباً وبدأ يرتاب في الأمر، لكنه ما إن علم بدخول جنبلاط مبنى المجلس عند الحادية عشرة حتى قرر عقد المؤتمر الصحافي لـ «بق البحصة» وأوعز الى مكتبه المباشرة بإجراء الترتيبات اللازمة له.
وعن سبب امتناعه عن الرد على كلام جنبلاط الى هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» الذي كرر فيه القول إن «بري خطف المجلس وهو مكلف بتبييض صفحة سوريا قبل الذهاب الى القمة»، أفاد بري بأن «من يقرأ حديث جنبلاط جيداً ويدقق في جوابه عن السؤال المتعلق بأسباب إلغاء مؤتمره الصحافي يتبين له بوضوح أنه موجه الى الشيخ سعد الحريري وليس اليه، ومن هنا جاء الاجتماع الذي عقد بين الرجلين في قريطم مساء أول من أمس».
وذكر رئيس البرلمان أن امتناعه عن الرد هنا لا ينسحب على ما أدلى به نواب من كتلة جنبلاط، مشيراً الى أن نواباً من كتلته البرلمانية سيتكفلون بالأمر بالشكل المناسب.
ولدى سؤاله عن الخطوة المقبلة التي سيقدم عليها يسارع بري الى الرد جازماً «ليس أمامنا الا الحوار، ولا بد أن نثمّن دور المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص وننوّه بما صدر أخيراً عن سفيرها في بيروت عبد العزيز خوجة». وقال إن «ما من مسؤول أو سفير يلتقيه إلا ويتحدث إليه عما تقدمه السعودية الى لبنان وما يبذله سفيرها من جهود لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين». ولم تفت بري الإشارة إلى أن مشكلة لبنان هي واحدة من القضايا التي تشغل المملكة «وقد ساعدتنا على إبعاد شبح الفتنة والصدام بين السنة والشيعة وهي مهتمة الآن بإيجاد الحل للأزمة الراهنة ولكن على أساس تفاهم لبناني ــ لبناني».
من جهة أخرى، استقبل الرئيس بري أمس رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء إنه وجد لدى رئيس المجلس «إصراراً على استئناف الحوار في أسرع وقت»، كما أمل «ألا يتكرر في قمة الرياض ما جرى في قمة الخرطوم بوجود وفدين في القمة». كذلك استقبل بري الوزير السابق جان عبيد وتلقى اتصالاً من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني.