طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
انعكس قرار مدير كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية الدكتور محمّد بدوي الشهّال بتأجيل انتخابات مجلس طلاب الفرع التي كانت مقررة أمس إلى موعد آخر، انقساماً طالبياً امتدّ ليطال حلفاء الصفّ الواحد، وتوتراً في علاقات الطلاب مع بعضهم داخل حرم الكلية. وكانت أجواء التشنج قد بلغت الذروة عندما وزّعت لائحة «الحوار لأجل لبنان» المدعومة من قوى 14 آذار، بياناً حملت فيه بشدّة على رئيس الجامعة ومدير الفرع، متهمة إياهما بـ«التواطؤ والنزول عند رغبة قوى طالبية تنتمي إلى فريق سياسي واحد». وفيما اعتبر البيان أنّ رئيس مجلس الطلاب الحالي محمد صيداوي قد اتخذ قرار إجراء الانتخابات «بسرية، وبغطاء من إدارة أمنية، وفي جلسة غير قانونية»، أهاب بـ«رابطة الطلاب المسلمين» عدم تبنّيه، داعياً إياها إلى «نبذ من ينتمي إلى أجهزة التخريب والتفرقة وخرق القوانين».
وقد دفع التصعيد مدير الكلية إلى إصدار بيان أسف فيه لـ«الاتهامات والشتائم غير اللائقة التي طالت رئاسة الجامعة وإدارة الكلية»، مشيراً إلى أنّه «في ظلّ الأجواء والاعتبارات الطائفية والمذهبية التي تهدّد الهدف الأصلي للانتخابات، تقرر تأجيل الانتخابات، على أن يتم إجراؤها لاحقاً في مناخ صحيّ آخر».
وقد انعكس تأجيل الانتخابات توتراً مضاعفاً في الكلية. وقد عملت عناصر قوى الأمن الداخلي على تفتيش حقائب الطلاب وأغراضهم الشخصية، وصادرت أي بيانات تتعلق بالانتخابات، من غير أن يمنع ذلك من تهريب مجموعة منها وتوزيعها على الطلاب لاحقاً داخل حرم الكلية. وقد ترافق ذلك مع تلاسن شاب حوارات بين طلاب ينتمون الى تيارات متباينة.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل أصدرت المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار بياناً، أمس، رحبت فيه بتأجيل الانتخابات، مطالبة رئيس مجلس الطلاب بالرحيل وتسليم مستلزمات المجلس المادية والمعنوية كافة إلى إدارة الكلية، في مهلة أقصاها ثلاثة أيام، قبل اللجوء الى القضاء». ويؤكد صيداوي أنّ الاتهامات لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى أنّ «ستّة طلاب من مناصري «تيار المستقبل» هدّدوني إذا وافقت على إجراء الانتخابات في موعدها، بعدما لمسوا أنّها ستجعلهم يمنون بخسارة تفقدهم المقاعد السبعة من أصل 23 عدد مقاعد المجلس الحالي، فقاموا باستفزازات طالت المدير والطلاب، وافتعلوا المشاكل معهم بهدف الضغط من أجل إرجاء الانتخابات، في تصرف لا أظنّ أنّ المسؤولين عن «التيار» في طرابلس والشمال يرضون عنه أو يقبلونه».
وإذ يلفت صيداوي إلى أنه كان سيشارك في الانتخابات عبر لائحة «الوفاء الطالبي» التي تمثل قوى وسطية ومعتدلة، تضم «رابطة الطلاب المسلمين (الجماعة الإسلامية)، و«شباب العزم» (الرئيس نجيب ميقاتي) ومستقلين.
من جهته، يوضح مسؤول النشاطات في المكتب الجامعي لـ«تيار المستقبل» في الشمال زاهر دملج أنّ «المشكلة هي مع رئيس الجامعة ومدير الكلية، اللذين اتخذا قراراً بسبب خلفية انتمائهما السياسي المعروف، وأنّ رئيس مجلس الطلاب الحالي أصبح بالنسبة إلينا غير شرعي، وقد طالبنا برحيله عن الجامعة، وخصوصاً بعدما قام بتهديد المرشحين الموجودين على لائحة قوى 14 آذار، زاعماً بأنّ مدير الكلية سيحرمهم من المشاركة في الامتحانات!».
في المقابل، يشير مسؤول شؤون الطلاب في «حزب التحرر العربي» (الرئيس عمر كرامي) بلال الصوفي إلى أنّ تضارب موقف «تيار المستقبل» لجهة قبوله إجراء الانتخابات في كلية الحقوق، ورفضه لها في كلية الآداب، بعد إجرائه حسابات الربح والخسارة في الكليتين، إضافة إلى ما أشيع عن تحضيرات لافتعال مشاكل من أجل تأجيل الانتخابات، دفعتنا للطلب من مدير الكلية تأجيلها»، لافتاً إلى أنّ مالاً سياسياً دُفع للطلاب من أجل اجتذابهم إلى لوائح وتيارات معينة». ووسط تضارب الموقفين، أصدرت «حركة شباب التغيير لأجل الحق والديموقراطية» بياناً دعت فيه إلى «مقاطعة الانتخابات المهزلة والبدعة، ترشيحاً وتصويتاً، من أجل تجنيب الجامعة التجاذبات».