طرابلس - فواز ميقاتي
الحركة «جاهزة لأي مواجهة» وعلاقتها بسكان المخيم «نموذجية»

مع تسطير قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر استنابات قضائية الى الأجهزة الأمنية المختصة للاستقصاء والتحري عن تسعة مدعى عليهم من عناصر حركة «فتح – الإسلام» في جريمة تفجيري عين علق، في مقدمهم مسؤول الحركة شاكر العبسي، دخلت مسألة هذه الحركة منعطفاً مفتوحاً على شتى الاحتمالات، خصوصاً مع ما تردد أخيراً عن خطة لبنانية ــــ فلسطينية لإنهاء هذه الظاهرة، بشكل أو آخر، واجتثاثها من المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيم نهر البارد، حيث معقلها الأساس.
وكانت أنباء صحافية نقلت أخيراً عن دوائر سياسية وأمنية أوروبية أن الجيش اللبناني وضع خطة متكاملة، بالتنسيق مع أطراف وقوى فلسطينية في المخيم، لاقتحام مراكز «فتح – الإسلام» واعتقال (أو تصفية) عناصرها، بعدما وصلت المفاوضات التي جرت بين الحركة وأهالي المخيم – بالتوازي مع محادثات أخرى بين أطراف لبنانية وفلسطينية اسلامية – الى طريق مسدود، نتيجة رفض قيادة الحركة ترك المخيم.
وفي معلومات لـ«الأخبار» أن اجتماعات عدة عقدها النائب السابق خالد ضاهر مع أئمة المساجد والمشايخ في المخيم، وأطراف اسلامية أخرى، فشلت في التوصل الى حلول ترضي جميع الأطراف، وتحدّ من تقدم الخيار العسكري على ما عداه.
وأكدت مصادر فلسطينية في نهر البارد أن أي مشكلة فلسطينية يجب أن تعالج داخل المخيم، ومن جانب القوى والفصائل الفلسطينية، بحسب ما ينص عليه اتفاق القاهرة، وأن أي عملية اقتحام للمخيم دونها «صعوبات ومحاذير وبحر من الدماء»، مشيرة الى أن عناصر الحركة «جاهزون لأي مواجهة ومتمترسون في مواقعهم على أطراف المخيم وداخله، وخصوصاً في مراكزهم الأساسية الثلاثة (مركز صامد ومركز تجميع الأسلحة المتوسطة والثقيلة ومركز التعاونية)».
ولمّحت المصادر الى أن هناك نوعاً من «التعاطف» لدى أهالي المخيم مع عناصر «فتح – الإسلام»، ساهم في ايجاده أئمة المساجد والمشايخ والقوى الإسلامية في المخيم، وأن كل يوم يمر يزيد في حالة التعاطف هذه، على رغم الحذر والقلق الناجمين عن التخوف من نتائج أي عملية عسكرية ضد الحركة، من جانب الجيش أو الفصائل الفلسطينية، ناهيك عن المعاملة النموذجية التي يعتمدها عناصر الحركة مع أهالي المخيم. وتعرب هذه المصادر عن تخوفها من أن تكون أي عملية عسكرية ضد الحركة مقدمة لتنفيذ مخططات أو مشاريع تهدف الى تطويع القوى الفلسطينية، على رغم تخفيف الجيش أخيراً إجراءاته الأمنية عند مداخل المخيم.
بدورها، لا تزال الحركة على صمتها والتزامها عدم التصريح عن موقفها من التطورات، تاركة المجال للحوار والتفاوض، في وقت تؤكد فيه مصادرها براءتها من كل ما يتردد عن علاقتها بتنظيم «القاعدة»، أو علاقتها بتفجيري عين علق وأي تفجيرات أخرى على الساحة اللبنانية. وتشدد الحركة على أنها لا تسعى الى أي مواجهة مع السلطة اللبنانية أو مع الفصائل الفلسطينية، إلا في حال الدفاع عن النفس، وهي ملتزمة الحوار والتفاوض عبر أئمة المساجد توصلاً الى الحلول المقبولة.
في كل حال، فإن الساحة المفتوحة في مخيم نهر البارد على شتى الاحتمالات لا تزال تنتظر حسم موضوع «فتح – الإسلام». ويرى مراقبون أن المرحلة التي ستلي انفضاض عقد القمة العربية في الرياض دقيقة ومفصلية لجهة حسم هذه المسألة.