داني الأمين
لا ينفكّ المعلّمون ينقلون أفكارهم السياسية عبر الموضوعات الدراسية، كما حدث في مدرسة «أمجاد» حيث وزع أحد مدرّسي اللغة العربية نصاً أدبياً كنموذج عن المثل الخرافي، تحت عنوان «الضفادع والنجوم»، على طلاب الصف الثامن أساسي. ويسجل النص المغزى الآتي: «على الإنسان ألّا يدّعي الانتصارات الوهمية والبطولات الفارغة»، ويقول النص: «كانت الضفادع تعيش حياة هانئة مستقرة، وفجأة صاح الضفدع حين شاهد ظلال النجوم في الماء، فظنّها عدواً، وطلب من الضفادع أن تطرد العدو الذي يتربص على التخوم، وأن تحارب الليل لأنّه يتسبب بهذا الخطر، فهو باغٍ وأثيم. لبّت الضفادع أمر الضفدع المستغيث، واحتشدت لحماية الأراضي فإذا بالليل ينجلي ليزيل آثار العدو عن صفحة الأرض. عندها مشى الضفدع مهنئاً إياها على انتصارها العظيم على العدو القوي». أما السخرية في النص ذاته فتكمن في العبارة الآتية: «أيها التاريخ، سجِّل أننا أمة قد غلبت حتى النجوم».
فالنص واضح في نقل السخرية من الانتصار الأخير للمقاومة، إلى تلامذة لم يبلغوا سن الوعي بعد. فمن المسؤول عندما تصبح المدارس منبراً مستتراً لإدخال المفاهيم السياسية إلى عقول الطلاب؟ ومن قال إنّه يكفي أن تكون مادة التربية المدنية موحّدة، حتى تتوحد السياسة التربوية المبتغاة من هذه المادة، وتتوحّد المعلومات المتعلقة بالمواطنية والقومية والهوية والانتماء؟ ألا تعطي هذه المادة حيزاً كبيراً لأستاذها كي يلوك المعلومات بحسب نظرته السياسية أو الأيديولوجية؟ ومن يراقب كيفية تدريس هذه المادة في المدارس الرسمية والخاصة، وخصوصاً تلك التي تشرف عليها الإرساليات والفئات الحزبية والدينية المختلفة؟ ثمّ من يضمن عدم تفخيخ معطيات مادة التربية أو تجييرها بعدما أصبحت المفاهيم السياسية موضع جدل وانقسام بين اللبنانيين؟