إبراهيم عوض

كشف الرئيس عمر كرامي لـ«الأخبار» أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس فؤاد السنيورة عشية عيد الأضحى أبدى خلاله رغبته «بالتعاون معاً» للخروج من الأزمة الراهنة. وذكر كرامي أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يعمل على قيام الرئيس حسني مبارك باصطحاب الرئيس بشار الأسد في زيارة إلى الرياض

بدا الرئيس عمر كرامي متأثراً من مشاهد اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين التي عرضت على شاشات التلفزيون، معتبراً ان توقيت العملية صباح يوم عيد الاضحى «متعمد وله غايات مذهبية وطائفية لا تخفى على أحد». وقال: «بغض النظر عن رأي المرء في صدام حسين وما يقال عن الفظائع التي ارتكبت في عهده فإن للموت حرمته ورهبته، ومن قضى نحبه هنا انما وضعت المشنقة حول رقبته وقد واجه مصيره بشجاعة نادرة وبدا أقوى من منفذي الحكم به ونطق بالشهادتين قبل ان يسلم الروح».
«انه عيد كئيب لم نشعر بوهجه وأظن ان اعتذارنا عن عدم استقبال المهنئين كان في محله نظراً للظروف التي نعيشها والأحوال العامة».
لم يكد كرامي ينهي الكلمة الاخيرة حتى جاء من يخبره بأن السفير الاميركي جيفري فيلتمان يرغب في التحدث اليه عبر الهاتف الثابت في منزله في طرابلس. استغرب الامر لوهلة قبل ان يجيب المتصل به، لكنه عاد وأوضح سبب الاستغراب بعد انتهاء المكالمة لافتاً الى انها للتهنئة بالعيد وهي الثانية له بعد مرور عامين على تلقّيه تهنئة مماثلة عبر الهاتف ايضاً. وذكر كرامي أن فيلتمان تمنى أن ينعم لبنان بالخير والطمأنينة «معولاً على جهودي في تحقيق ذلك، الامر الذي رددت عليه متمنياً بدوري مشاركة الجميع في هذه المسألة لينهي محادثته بالعبارة الانكليزية المعروفة «TAKE CARE» اي انتبه لنفسك».
وخلص الرئيس كرامي من هذا الاتصال متوقعاً ان يشهد في الايام المقبلة حركة زوار لسفراء عرب وأجانب بدت دلائلها في مبادرة السفير فيلتمان.
وفي اطار المخابرات الهاتفية، كشف كرامي لـ«الأخبار» انه تلقى عشية عيد الاضحى واحدة من الرئيس فؤاد السنيورة رافضاً الخوض في تفاصيلها واصفاً ما دار خلالها بـ «حوار مصارحة» ابدى فيه رئيس الحكومة رغبته بالتعاون معه للخروج من الأزمة، وجرى التفاهم بينهما على ان يكون «للبحث صلة» خصوصاً أن الجميع في مركب واحد آخذ في التداعي، على حد قول رئيس الحكومة السابق.
ورأى كرامي أن الرئيس السنيورة ما زال مصراً على اقرار مشروع المحكمة الدولية في مجلس النواب، ويرى ذلك مدخلاً لجميع الحلول الاخرى وفي مقدمها تأليف حكومة وحدة وطنية.
وفيما لم يبد كرامي تفاؤلاً بقرب التوصل الى حل للأزمة، شدد على ضرورة تصحيح العلاقات بين الرياض ودمشق لكونها منطلقاً للخروج من الوضع الراهن. ولفت الى انه تطرق الى هذا الموضوع خلال المحادثة الهاتفية التي اجراها معه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقد ذكر الاخير أنه في صدد العمل على زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لدمشق للقاء الرئيس بشار الاسد، على أن يتوجّها منها الى الرياض معاً لعقد قمة ثلاثية تجمعهما الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ولم يخف الرئيس كرامي استياءه من محاولات قياديين ومرجعيات سياسية وروحية تصوير الازمة الحالية على انها صراع مذهبي وطائفي خصوصاً بين السنة والشيعة، مستغرباً جنوح عدد كبير من ابناء طرابلس مع هذه الموجة، مؤكداً أن طرابلس لم تكن يوماً الا مثال التعايش والاخوة والحاضنة لجميع الطوائف ولم تعرف لغة الطائفية في حياتها. كما كرر انتقاده لموقف مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني «الذي اضحى مفتياً لفريق متخلياً عن دوره التوفيقي والجامع للمسلمين» مشيراً الى تنامي عدد العلماء والمشايخ الرافضين لهذا التوجه.
وتوقع كرامي ألّا تبقى الامور في لبنان على ما هي عليه مهما طال الزمن، من منطلق أنه لا ثوابت في السياسة كما انه في النهاية «لا يصح الا الصحيح» مذكراً بأن شقيقه الرئيس الشهيد رشيد كرامي وقف متصدياً لاتفاق 17 أيار رغم ركوب الاغلبية لقطاره. وقال: «سأضع كرسياً في ساحة التل وأجلس عليه ومن يرد الانضمام اليّ فأهلاً وسهلاً». وما حصل يومها أن الجميع عاد ونزل من القطار وشهد للرئيس الراحل بصواب موقفه.