ابراهيم عوض
اللقاء مع الرئيس بشار الأسد أعاد رئيس مجلس إدارة محطة «نيو.تي.في» تحسين خياط إلى سوريا بعد غياب استمر أكثر من 16 عاماً شهدت خلالها أكثر من محطة صدام بين الأخير وعدد من المسؤولين السوريين، وخصوصاً بين الذين تولّوا المهمات الكبرى في لبنان إبّان الوجود السوري فيه.
وتأتي زيارة خياط المفاجئة إلى دمشق بدعوة من الرئيس الاسد في وقت يستمر فيه توقيف ثلاثة من أسرة المحطة هم فراس حاطوم وعبد خياط ومحمد بربر على خلفية دخولهم شقة «الشاهد الملك» محمد زهير الصدّيق. ولا غرابة أن يستحوذ هذا الموضوع على جانب من الحديث الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات واتّسم بـ«الصراحة والصدق» على حد تعبير خياط، الذي أبدى إعجابه بـ«هدوء الأسد وعرضه للأمور بشفافية ومن دون مواربة».
وقال خياط لـ«الأخبار» إنه «ما من موضوع يشغل لبنان والمنطقة إلا جرى التطرّق إليه بدءاً من تقييم المرحلة التي دخل فيها الجيش السوري إلى لبنان وصولاً إلى يومنا هذا». وأفاد أنه وجد الرئيس السوري صلباً في مواقفه وثابتاً عليها رغم الضغوط.
وقد لمس لديه توجّهاً جديداً في التعاطي مع لبنان ينطلق من عدم التدخل في شؤونه الداخلية والتعويل على حكمة اللبنانيين للخروج من الأزمة والعمل معاً على إبعاد الفتنة عن بلدهم ومحاولات تأجيج الصراع المذهبي والعزف على وتر السنّة والشيعة، لافتاً إلى أنه لا مكان للغة الطائفية في المجتمع السوري.
وقال خياط إنه أثار مع الأسد قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، فأكد له أن سوريا لا تخفي مساجين لبنانيين ومن بقي لديها فإنما بحكم ارتكابه جرائم جنائية يعاقب عليها القانون، وهم لا يختلفون في ذلك عن مواطنين سوريين يقبعون في السجون اللبنانية للأسباب نفسها.
وبالانتقال إلى قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كرر الأسد براءة سوريا من هذه الجريمة ومن جميع الجرائم الأخرى التي حصلت بعدها، وقال «لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد»، مبدياً استغرابه للحماية التي يلقاها محمد زهير الصدّيق من الجانب الفرنسي وعدم تعاونه مع القضاء اللبناني في هذا المجال. وكذلك يتصرف «بيت الحريري» في هذا الموضوع، الأمر الذي يضع علامات استفهام كبرى.
ونقل خياط عن الأسد قوله إنه لا مشكلة لسوريا مع المحكمة الدولية لكونها غير معنية بكل الجرائم التي ستنظر فيها، أما في ما يتعلق ببعض البنود الواردة فيها والتي يثار جدل حولها فعلى اللبنانيين مناقشتها وبتّها. وذكر خياط أن الرئيس بشار الأسد أكد حرص سوريا على رؤية لبنان موحّداً، ويعتبر أن لبنان الموحد قادر على إحباط كل المخططات التي تحاك ضده، كما أن من شأن ذلك إقامة علاقات جيدة مع سوريا.
وفي موقف لافت أبلغ الأسد خياط أنه لا يحقد على أحد في لبنان وحتى على الشتّامين الذين يوجهون أقذع الألفاظ إلى سوريا.
وفي مسألة العلاقات السورية ــــــ السعودية التي تشهد جموداً في الوقت الحاضر، أوضح الأسد أن الأمين العام لجامعة الدول العربية لم يحمل معه خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق مبادرة بهذا الخصوص بل جل همّه كان منصبّاً على حل الأزمة في لبنان، وقد أثنينا على جهوده دون الدخول في التفاصيل تاركين هذا الأمر للإخوة اللبنانيين.
وأبلغ الأسد خياط أن هناك اتصالات وتحركات يقوم بها بعض الأصدقاء المشتركين لإعادة العلاقات بين دمشق والرياض إلى سابق عهدها.