دعا الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل الى الترفع «فوق مصالحنا المحلية والآنية والتطلع الى لبنان الكل» معاهداً بأن «نفجر انتفاضة الاستقلال، ونحقق طموحات شعبنا بالدولة القوية، العادلة، النظيفة والشفافة».جاء ذلك خلال احتفال للحزب أمس بذكرى أربعين الوزير والنائب الراحل بيار الجميل ورفيقه سمير الشرتوني بقداس في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في جديدة المتن على مقربة من موقع جريمة الاغتيال التي حصلت في 21 تشرين الثاني الماضي، في حضور وزير التربية خالد قباني، ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزراء ونواب وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية ونقابية وعسكرية.
ترأس القداس رئيس أساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر الذي ألقى عظة أكد فيها «أن بلادنا العزيزة التي استشهد من أجلها خيرة الرجال لن تصير كما يبغي الظالمون مقبرة للشهداء، بل ستبقى بفضلهم حديقة حياة وزهرة حرية وجمال يفوح عبيرها في كل هذا الشرق وعلى مدى العالم الفسيح. وبمقدار ما تسيل من أجلها دماء بريئة وزكية، يزيد تعلقنا بها واستعدادنا للتضحية في سبيلها». ورأى أن قتلة بيار «الذي زينه الله بنور الشهادة والذي يذكر اسمه واسم جده الكبير، رجل الاستقلال ومؤسس حزب الكتائب اللبنانية، بالصخرة التي بنيت عليها مرحلة جديدة من حياة لبنان، لم يكن في نيتهم أن يمنحوه فرصة للشهادة، بل أن يزيلوه من الوجود ويلغوا عمله ويخربوا نضاله الى الأبد». واعتبر انه «إما ان يبقى لبنان ومعه الحياة المتطورة للمنطقة بأسرها، وإما أن يمس لبنان بوجوده ورسالته، لا سمح الله، ويتحول مصير المنطقة كلها الى تقهقر إنساني رهيب».
ثم تلا النوايا كل من رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، نايلة جبران تويني، النائب السابق فارس سعيد، شربل الشرتوني، منير داغر والسيدة باتريسيا الجميل.
وبعد القداس ألقى الرئيس الجميل كلمة رأى فيها أنه «أمام ورع الشهادة وبطولة الشباب الذين حملوا راية الحرية والتحرير تصغر الخلافات السياسية التي تخيم علينا في هذه الأيام»، داعياً الى «الترفع فوق مصالحنا المحلية والآنية وأن نتطلع الى لبنان الكل». وقال: «كفى تجريحاً، كفى تقسيماً، كفى عنفاً، لبنان يستحق أكثر مما نعطيه، إن لم نعطه الكثير اليوم فقد لا يعطينا التاريخ فرصة أخرى».
وأضاف: «عهدنا لكم أن يعود لبنان موئل الحق والحقيقة، لا نلين ولا نستكين إلا إذا سادت العدالة في ربوعه، وهي فرصتنا الآن طالما أن المجتمع الدولي بأسره متضامن معنا من أجل تحقيقها. عهدنا لكم أن نفجر انتفاضة الاستقلال، ونحقق طموحات شعبنا الذي يطالب بالدولة القوية، العادلة، النظيفة والشفافة. نضالنا هو من أجل لبنان الحرية، العزة والعنفوان».
وألقى الفنان رفعت طربيه قصيدة للشاعر مالك طوق بعنوان «الشهيد»، كما تلا رسالة والد لابنه الشهيد.
وتوجه الرئيس الجميل مع الحضور الى مكان ارتكاب الجريمة حيث وضع إكليلاً من الزهر، ورفع الستار عن نصب تذكاري للشهيد في الشارع الممتد من كنيسة مار تقلا البوشرية الى كنيسة مار أنطونيوس الكبير.
(وطنية)