حسن عليق
تضاعف عديد قوى الأمن الداخلي خلال السنتين الماضيتين، وأدى ازدياد العدد الى ارتفاع عدد مخالفات العناصر الأمنية. وفي المقابل قامت قوى الأمن الداخلي بتعزيز مؤسسات الرقابة الداخلية لقمع المخالفات

بعد سلسلة التفجيرات التي تعرض لها لبنان منذ تشرين الأول 2004، ومع انسحاب الجيش السوري، ازداد حجم المهمات الملقاة على عاتق القوى الأمنية اللبنانية، ومن ضمنها قوى الأمن الداخلي. وأدى هذا الازدياد في المهمات الى ارتفاع عديد المؤسسات الأمنية، وبالتالي ازدياد عدد «العناصر غير المنضبطة» في هذه المؤسسات. وفي الفترة الأخيرة، لاحظ المواطنون ازدياد المخالفات، المرورية خاصة، التي يقوم بها عناصر قوى الأمن الداخلي، مثل قيادة دراجة نارية من دون لوحات تسجيل ودون ارتداء خوذة، والمرور بها عكس السير، مع حمل البندقية الأميرية.
وفي المقابلة التي أجرتها «الأخبار» مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي نهاية الأسبوع الفائت، أكد ريفي أن المؤسسة، وفي إطار خطة التطوير الذاتي التي بدأت القيام بها، «وتحت وطأة الحاجة إلى عديد اضطرت الى التعاقد مع مجندين» من الذين أنهوا خدمة العلم. وأضاف ان وضع هؤلاء المجندين الإداري ما زال غير مستقر، لأنهم «لا يعلمون ما إذا كان سيتم تثبيتهم في المؤسسة أم لا». وأضاف ان التدريبات التي خضع لها هؤلاء المجندين كانت «أولية وغير معمقة»، وانه «من الممكن أن بعض هؤلاء المجندين لا يعلم أنه لا يستطيع قيادة الدراجة بدون وضع خوذة على رأسه وهو يحمل بندقيته الأميرية». وأضاف ان إدارة المؤسسة اتخذت «قراراً بتطوير مجموعة الانضباط لأن عديد السلك أصبح كبيراً جداً، وتقريباً تضاعف، وبالتالي، يتم الاهتمام حالياً بتطوير هيئة التفتيش، بالإضافة إلى تحسين إمكانات هيئة الانضباط».
وفي هذا المجال، علمت «الأخبار» أن تحقيقات مسلكية تفتح في قوى الأمن الداخلي بحق العناصر المخالفة للتعليمات العسكرية، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، قيام أحد المجندين، المكلفين بحماية منزل الوزير طارق متري في منطقة الرميل، بإطلاق النار عن طريق الخطأ من بندقيته «الأميرية» نوع «كلاشينكوف» أثناء قيامه بحركتي الحيطة والحذر. ومن حسن الحظ أن إطلاق النار لم يؤد إلى إلحاق أي أذى أو أضرار.
ولا تأخذ المؤسسة إجراءاتها المسلكية بحق المخالفات والأخطاء الخطيرة كهذه الحادثة فقط، بل تتعداها إلى أمور أقل خطورة، مثل ما قام به عريف في صفوفها، الذي شوهد، مرتدياً لباساً مدنياً، وهو يحمل بندقيته الأميرية من نوع «كلاشينكوف» ويضعها في صندوق سيارته. هذا بالإضافة إلى ما كانت «الأخبار» قد نشرته خلال الأسبوع الفائت عن توقيف فرع المعلومات لمجندين بتهمة السرقة، وهما يرتديان بذلتهما العسكرية، بالإضافة إلى توقيف مجند آخر بتهمة تعاطي المخدرات والاتّجار بها.
وأكد ريفي لـ«الأخبار» أن «هذه الظواهر غير مألوفة في أي جهاز شرطة في العالم، وستتم مكافحتها مع كل ما يستجدّ من أمور مسلكية وجنائية».