فاتن الحاج
لم تعلن المنظمات الشبابية والطلابية المعارضة برنامجاً زمنياً لتحركها التصعيدي، خلال الأسبوع الجاري، فعنصر المفاجأة ضروري لتكون الخطوات «صاعقة وقوية»، احتجاجاً على تفاقم الوضع الاقتصادي، و«الانقلاب» على المبادرات السياسية

اكتفت المنظمات الشبابية والطلابية المعارضة، أمس، بالإعلان عن انخراطها بفعالية في اعتصام الاتحاد العمالي العام اليوم، لكون عناوينه تصب في مطالب قوى المعارضة اللبنانية، رافضة تسييس التحرك، «فالورقة الإصلاحية تطال كل الشعب اللبناني على اختلاف انتماءاته السياسية، موالياً كان أم معارضاًومن خيمة تيار المردة في ساحة الشهداء، أعلن مسؤول الشباب في التيار محسن تولاني، باسم المنظمات، المشاركة الكثيفة في الخطوات المطلبية والاجتماعية للاتحاد العمالي، والتزام القرارات التصعيدية التي تبنتها قوى المعارضة، في اجتماعها أمس، «نتيجة تفاقم الوضع المعيشي والاقتصادي، والانقلاب السافر على جميع المبادرات والتسويات التي طرحت، إمعاناً منها بالاستمرار ورفضاً لمبدأ المشاركة، وخوفاً من حصول انتخابات نيابية مبكرة».
«التحرك سيكون يومياً وسنعلن عن الخطوات أولاً بأول»، يقول عميد التربية في الحزب السوري القومي الاجتماعي صبحي ياغي. فـ«الهدية» التي قدمها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استدعت مواكبة البرنامج الذي أقره الاتحاد العمالي العام والذي يتقاطع مع مطالب المعارضة، وإن كان التحركان منفصليْن بعضهما عن بعض. ياغي نفى أن تكون هناك نية لتعطيل المؤسسات التعليمية والجامعية بالمطلق، إلاّ في الأوقات التي تتزامن مع الاعتصامات، «فنحن نحرص على العام الدراسي، لأننا نطالب باستقرار الحياة العامة في البلد». وأوضح أنّ التحرك قد يصل إلى تطويق الوزارات «السيادية»، وإقفال الطرقات.
وتحدث أمين سر الحملة الشبابية لرفض الوصاية الأميركية هشام طبارة عن الورقة الإصلاحية «كمادة دسمة» لتصعيد تحرك المعارضة، معرباً عن اعتقاده أنّ إقرار مشروع التعاقد الوظيفي سيحرّك أساتذة وموظفين ينتمون إلى قوى 14 آذار لأنّه سيمس بحقوقهم المكتسبة. وقال: «التصعيد آت، بعد فشل كل الحلول المطروحة».
وكان المؤتمر الصحافي في خيمة المردة قد سبق اجتماعاً عقدته المنظمات المعارضة وتداولت خلاله بخطوات التحرك على المستويين الاجتماعي ـــ المعيشي والسياسي. وقد طرح اتحاد الجمعيات والروابط الأهلية في بيروت، على هامش الاجتماع، استعداداته لإحياء ذكرى ولادة القائد جمال عبد الناصر، عبر إضاءة شعلة المقاومة، الأحد المقبل، في ساحة رياض الصلح حيث تبقى مشتعلة حتى إسقاط الحكومة، على حد تعبير نديم شمالي. ويتضمن النشاط انطلاقة مجموعة من العدائين من أربعة محاور لها دلالة رمزية هي تمثال جمال عبد الناصر في عين المريسة، مقهى الويمبي سابقاً حيث استشهد المقاوم خالد علوان، جامع عبد الناصر في كورنيش المزرعة، ومنطقة الأونيسكو.
في المقابل، ترى منظمات 14آذار الطلابية أنّ نقاش الورقة الإصلاحية يكون داخل المؤسسات الدستورية (مجلس الوزراء أو مجلس النواب) لا في الشارع. فالأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي ريان الأشقر يرى أنّنا وجدنا في الورقة التي قدمها الرئيس السنيورة جهداً كبيراً لإنعاش الوضع الاقتصادي بعد حرب تموز، مشيراً إلى أنّ البعض لا يريد النقاش نتيجة الخلاف السياسي، وتنفيذاً لمآرب خارجية. وأسف الأشقر لرد الفعل والتحرك في الشارع الذي سيضم قوى 8 آذار. من جهته، يلفت رئيس منظمة الشباب التقدمي نادر النقيب إلى أنّ التعبير السلمي الديموقراطي يكون آخر الغيث، إذ لا يجوز أن نفرض رأينا على الآخر بالتظاهر. وأعرب عن أنّ الورقة الإصلاحية حجة وهناك قرار مسبق بالتصعيد، مؤكداً أهمية مناقشة الورقة التي لا تؤثر على الحكومة بل على لبنان. ولم نستطع الوقوف على رأي مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية بتحرك الاتحاد العمالي العام بشأن الورقة الإصلاحية، فقد تم تحويلنا من قيادي إلى آخر ولم نوفق بالمرجعية المخولة الإجابة.