الرئيس السابق ينفي الإدلاء بحديث الى «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» الإسرائيليتين ويلتقي ملك إسبانيا
نشرت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» الإسرائيليتان نصّي مقابلتين مع الرئيس الأعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، المشارك في مؤتمر مدريد، فنقلت عنه الأولى أمنيته أن يتحقق «السلام مع إسرائيل»، مع إشارته الى أن «الوقت غير مناسب لذلك»، إن من جهة اللبنانيين أو من جهة الإسرائيليين، لأن الوضع في لبنان «مشحون ومعقد». أما الثانية، فأشارت الى أن الجميل أفاد بأن الجنديين الأسيرين لدى «حزب الله» (أودي غولد فاسر وألداد ريغيف) ما زالا «على قيد الحياة».
ونقلت مراسلة الشؤون العربية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الى مدريد عن الجميل قوله: «لقد دفعنا ثمناً باهظاً جداً بسبب الحرب في لبنان، ونحن لا ننسى الثمن ولا الأسباب التي أدّت الى هذه الحرب»، مضيفاً: «عندما يصبح لبنان حراً وسيداً، سيصبح قادراً على إدارة حياته، وستكون هناك نهاية للصراعات الداخلية فيه، وسيكون ممكناً إجراء حوار لعقد تسوية سلمية مع إسرائيل»، موصياً بـ«مبادرة السلام السعودية ــــ العربية التي أقرّت في بيروت قبل أربع سنوات».
ونقلت الصحيفة عن الجميل قوله: «الى أن نحل مشاكلنا داخل لبنان، والى حين أن تتركنا منظمات المقاومة ومحبو الإرهاب لحالنا، فلن يكون بوسعنا صنع السلام مع إسرائيل»، مع إشارته الى أن «النزاع بين السوريين وإسرائيل انتقل الى الساحة اللبنانية».
بدورها، لفتت صحيفة "معاريف" الى أن الجميل وافق على إجراء حوار قصير معها، في فندق «إنتركونتيننتال»، بعد «حالة تردد وتأمل»، مع معرفته التامة بهوية المراسل الإسرائيلي مناحيم غينتس، وأشارت الى أن الجميل سمح لغينتس بالجلوس الى جانبه حول الطاولة، بحضور اثنين من مستشاريه، لكن «لغة جسده دلّلت على أنه خائف من تعميق الحوار».
وفي هذا الإطار، أوردت «معاريف» رأي الجميل بخصوص القرار 1701، ناقلة عنه قوله: «نحن معنيون بتطبيق هذا القرار، لأنه يصبّ في مصلحة لبنان. وبالتالي، نحن ملزمون بالمساعدة على تنفيذه». وإذ أكدت الصحيفة وجود «عملاء سوريين مزروعين في القاعة» لـ«متابعة تحركات أعضاء الوفد اللبناني، ومدى انفتاحه على أعضاء الوفد الإسرائيلي»، أشارت الى أن «خوف الجميل كان واضحاً»، عازية سببه الى «انتمائه العائلي».
كما نقلت عن المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية دايفيد كيمحي، المشارك في أعمال المؤتمر، قوله: «لقد أوضحنا في المحادثات مع الوفد اللبناني أنه ليس لدينا أي صراع مع لبنان، بل لدينا مشكلة مع حكومته، لأن الأبناء (الجنديين الأسيرين لدى «حزب الله») غولد فاسر وريغيف محتجزان خلافاً للقرار 1701».
في المقابل، نفى الجميل إدلاءه بأي حديث لأي وسيلة إعلامية إسرائيلية، لافتاً الى أنه لا يملك أي معلومات عن موضوع مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى «حزب الله»، وهو «غير مولج، ولا صفة له للكلام عن هذا الموضوع»، حسب ما أشار بيان صادر عن مكتبه.
وأشار البيان الى أن الجميل «يشارك في مؤتمر دولي يضمّ العديد من الدول العربية، بما فيها سوريا والأردن وفلسطين والسعودية كما إسرائيل، إضافة الى دول غربية، للبحث في قضية السلام في الشرق الأوسط».
من جهة ثانية، التقى الجميل ملك اسبانيا خوان كارلوس، في حضور وزير الدولة للشؤون الخارجية برناردينو ليون غروس، ووضعه في صورة الوضع في لبنان والجهود المبذولة لدعم صمود شعبه ومؤسساته في مواجهة التهديدات.
ثم بحث مع وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس في آخر تطورات الأزمة اللبنانية، فأبدى الأخير استعداده لـ«توظيف صداقات اسبانيا وصداقاته الخاصة مع كل الأطراف المعنية بالأزمة».
بدوره، رأى الجميل أن الأزمة اللبنانية «قد يكون لتطورها انعكاسات، إما سلبية أو إيجابية حسب طريقة التعاطي معها. لذلك، يقتضي التنبه لأي حلول متسرعة أو مصطنعة تكون بمثابة مسكنات آنية تمهد لانعكاسات سلبية على أمن المنطقة ومصلحة لبنان ومسار الديموقراطية والحرية فيه»، مركزاً على ضرورة دعم لبنان من خلال مؤتمر باريس-3 الذي «يدعم الحكومة اللبنانية في صمودها، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي»، والمحكمة الدولية التي «تعوّق المناورات القانونية والدستورية المخالفة للدستور والقانون، ومن شأنها أن تعوّق إحقاق الحق اللبناني ووضع حد لمسلسل الاغتيالات والإجرام الذي يتعرض له لبنان، دولة وشعباً وقيادات».
كذلك، التقى الجميل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
من جهته، حذر بسام القنطار شقيق عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية أي مسؤول لبناني من «مغبة إطلاق تصريحات إعلامية تتعلق بمصير الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله منذ 12 تموز 2006»، لأن من شأن هذه التصريحات «أن تسهم في تعقيد عملية التفاوض الجارية، عبر وسطاء دوليين، من أجل أن يتم إتمام صفقة تبادل أسرى».
وأكد القنطار أن مصير الأسيرين الإسرائيليين «لا يمكن أن يكشف بالمجان»، وأن إيهود أولمرت «يعرف جيداً الثمن الذي يجب أن يدفع مقابل الحصول على هذه المعلومات»، مخاطباً عائلتي الجنديين: «إننا نراقب تحركاتكم داخل إسرائيل وخارجها، ونعرف جيداً أنكم تبذلون ما بوسعكم من أجل عودة أحبائكم. لكن نصيحتي لكم هي أن تكثفوا اعتصاماتكم وضغطكم على رئيس الوزراء أولمرت الذي يخادع ويماطل، بضغط من الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تأجيل البحث في مصير أبنائكم لأغراض سياسية».
(الاخبار)