«أرغم على التخلي عن طموحاته الرئاسية وانضم إلى نادي الإسفاف»
رد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية على الاتهامات التي وجهها السفير السابق جوني عبده الى الرئيس إميل لحود في حديثه الأخير الى إذاعة «صوت لبنان»، لافتاً الى أنه أرغم على التخلي عن طموحاته الرئاسية، وانضـــــم الى نــــادي الذين انحدروا في خـــطابــــهم الــــسياسي الى درجة الإسفاف.
وقال المكتب في بيان له: «في كل مرة تشعر الأكثرية الموقتة أنها في وضع مأزوم نتيجة خياراتها الخاطئة ورهاناتها الملتبسة، تلجأ الى الاستعانة بخدمات السفير السابق جوني عبده الذي يتخذ من باريس مقراً لإقامته كي يكون على مقربة من فريق عمل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يتولى وضع الخطط ويعهد الى السفير عبده وأمثاله في لبنان لتنفيذها بناءً على أمر العمليات الذي يصدر وفقاً للحاجة».
ورأى البيان أن حديث عبده الأخير إلى إذاعة «صوت لبنان» «مليء بالتناقض على رغم أنه يوحي لمستمعيه بأنه يملك وحده كل الحقائق في كل المواضيع، ويبني عليها تحليلاته وتسريباته» وأضاف: «أما وجوه التناقض في حديثه فهي كثيرة، لعل أبرزها عندما يدّعي بأن رئيس الجمهورية غير موجود، ثم يتهمه بتعطيل عمل الحكومة ورئيسها. والسؤال الذي لم يجب عنه السفير عبده هو: كيف يمكن لشخص غير موجود أن يكون قادراً على التعطيل؟ كذلك يدّعي السفير عبده أن النظام السوري يسيطر على رئيس الجمهورية، في حين أنه يعلم هو وغيره أن الرئيس لحود ليس من المسؤولين الذين يقبلون وصاية على قراره وخياراته، ولا سيما أن علاقته مع المسؤولين السوريين تقوم على الاحترام المتبادل والحرص على علاقات لبنانية ــ سورية أخوية تأخذ في الاعتبار سيادة واستقلال وحرية قرار كل من البلدين».
وأشار البيان إلى أن عبده «اعتاد أن يكون تابعاً وأن ينفذ إملاءات الآخرين و«يهندسها» وفق الإمكانات والحاجة. ولعل دوره في «تبرير» الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، و«هندسة» الانتخابات الرئاسية عامذاك، واجتماعاته التنسيقية مع مسؤولين إسرائيليين أكسبته خبرة واسعة، تحاول اليوم الأكثرية الموّقتة الاستفادة منها علّ التاريخ يعيد نفسه وتكون لـ«قراءاته السياسية الذكية» ولـ«عبقريته الدستورية» المفاعيل نفسها التي كانت في عام 1982».
ورأى أن ما قاله السفير عبده عن زهير الصديق «الشاهد الملك» في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يقنع أحداً، «ولا سيما نكرانه معرفته به، لأن الجميع يعرف أن الصديق الذي يمنع الرئيس شيراك تسليمه الى العدالة اللبنانية، هو جزء من «عدة الشغل» التي يحركها السفير عبده في باريس وبيروت مباشرة أو بالواسطة، كلما دعت الحاجة أو صدرت تعليمات من المرجع الأعلى في هرمية المخطط الانتقامي الذي يستهدف لبنان ورئيسه والذي لم يعد أمام القيّمين عليه سوى بضعة أشهر لتنفيذه قبل أن يخلوا موقعهم ويخضعوا لمحاسبة شعبهم».
وأسف المكتب أن «يكون السفير عبده الذي أرغم على التخلي على ما يبدو عن طموحاته الرئاسية، قد انضم الى نادي الذين انحدروا في خطابهم السياسي الى درجة الإسفاف بعد تراجعهم المذهل سياسياً وشعبياً، وهذا أمر يدعو فعلاً إلى الشفقة والأسف في آن».
من جهة أخرى، تلقى لحود رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضمّنها تهانيه بالأعياد، متمنياً «أن يكون العام الجديد منطلقاً نحو التمسك بالقيم الأساسية للعدالة والمساواة والرأفة والكرامة الإنسانية في ظل العناية الإلهية، وأن تقترن حياة البشرية بالسعادة وبالالتزام بمبادئ الأخلاق إلى جانب التقدم والازدهار في ظل الإيمان وفي ظل الاهتمام بالقواسم المشتركة التي تجمع بين الأديان الابراهيمية».
وأضاف نجاد: «ما أحوج البشرية اليوم، وهي تعيش أجواء العنف المفعمة بالتمييز والظلم إلى سماع الأصوات المطالبة بالعدالة والسلام التي ردّدها الأنبياء السماويون لتحقيق العدالة المبنية على المعنوية، والحرية المبنية على الأخلاق، والتقدم المبني على السلام».
وختم الرئيس الإيراني: «إني إذ أتطلع إلى إقامة التفاهم والتعاضد والاستقرار في العالم، أسأل الله تعالى لفخامتكم دوام النجاح ولشعب لبنان عاماً مفعماً بالخير والازدهار، ولجميع الأحرار والموحدين في العالم مزيداً من العزة والسؤدد».
كذلك، تلقى الرئيس لحود برقية تهنئة من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) جاك ضيوف.
(وطنية)