رأى عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية سمير القنطار أن الحالة الفلسطينية الراهنة تعبّر عن «انهيار في منظوم القيم السياسية والاجتماعية الفلسطينية»، ما يدلّل على «بداية نهاية الوجود المادي والمعنوي لأي مجتمع»، مؤكداً أن ما يحدث على هذه الساحة هو «خيانة لدماء الشهداء وتضحياتهم».ومن معتقل «هداريم» في فلسطين المحتلّة، كان القنطار قد وجّه نداءً «عاجلاً" الى الشعب الفلسطيني، في الوطن وعبر الحدود، تزامناً مع قرار اتخذته الحركة الأسيرة بالصيام عن الطعام «رفضاً للاقتتال الداخلي الذي ينخر في جسم المجتمع الفلسطيني، وتضامناً مع الأسرى المعزولين في سجون الاحتلال في ظروف صعبة وقاهرة، ويعيشون في حالة من الحرمان من زيارات الأهل والأبناء، كما أن العديد منهم يعاني ظروفاً صحية صعبة».
وخصّص القنطار نداءه للردّ على الأحداث التي تدور على الساحة الفلسطينية، مؤكداً:
أولاً: «إن الاحتلال ما زال جاثماً فوق أرضنا.. وبدل من توجيه كل الطاقات لتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة لإسقاطه، نرى أن الاهتمام الفلسطيني يدور حول اقتسام مغانم تافهة ووهمية ولا قيمة لها».
ثانياً: «إن الحالة الفلسطينية الراهنة تعبّر عن انهيار في منظومة القيم السياسية والاجتماعية الفلسطينية»، مذكّراً الفلسطينيين بأن هذا الانهيار يمثل «بداية نهاية الوجود المادي والمعنوي لأي مجتمع».
ثالثاً: «إن ما يحدث على الساحة الفلسطينية هو خيانة لدماء قافلة الشهداء العرب وتضحياتهم بأجمل سنوات عمرهم من أجل هذه القضية العادلة. ومن يشغل نفسه في إشهار بندقيته بوجه أخيه، عليه أن لا يسأل عن تقصير الآخرين الذي أدنّاه دائماً».
رابعاً: «إنني استنكر بشدة الهتافات الطائفية التي انطلقت في ملعب اليرموك ــــ غزة في ذكرى انطلاقة حركة فتح، وأدعو أعضاء وكوادر الحركة إلى الإقلاع عن هذه الهتافات التي لا تمتّ إلى تاريخ الحركة وقادتها وشهدائها وأسراها بأي صلة».
وختاماً، دعا القنطار الفلسطينيين إلى «مراجعة تجربتهم وممارساتهم»، في ضوء مصلحة شعبهم ومستقبل قضيتهم الشريفة.