استبعد رئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وجود «أي حلّ حالي في الأفق» للأزمة الراهنة في لبنان، معتبراً أن «المسألة ليست صغيرة»، و«الصراع الكبير هو على هوية لبنان وتوجّهه».وكان جعجع قد عرض مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان الأوضاع العامة، في مقره في بزمار أمس. وبعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف ساعة، غادر فيلتمان من دون الإدلاء بأي تصريح، مرافقاً جعجع في جولة ميدانية.
ورداً على أسئلة الصحافيين، أشار جعجع الى أن عدم التصعيد في تحركات المعارضة «ليس نتيجة ضعف، فحين يريد حزب الله الحشد، فلديه القدرة. لكننا نرى أنهم يجرون حسابات دقيقة، وعلى أساسها يرون أن التصعيد لن يؤدي الى نتيجة»، مضيفاً: «ليس هناك من تصعيد. لكن، الخيم ما زالت موجودة، وتؤدي الى المزيد من الشلل في الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان»، معتبراً أن الوضع «غير مفهوم»، ورأى أن «الأمر متروك للفريق الآخر الذي بدأ هذا التحرك، وأتمنى أن يراجعوا حساباتهم خلال هذين الشهرين، لأن التحرك لن يؤديس الى أي مكان. وبالتالي، فمن الأفضل لهم أن يجرّبوا وسائل أخرى مرضية لجميع الأطراف، وأهمها الحوار».
وعن خطوات المعارضة التصعيدية، قال: «إذا كانت تحت سقف القانون، فليس هناك مانع»، معتبراً أنه «لن تكون هناك خطوات مهمة، وجزء كبير منها يأتي في سياق التهويل، ونحن اعتدنا هذا النهج، والتحركات لن تغير مواقفنا، ولن ننسى أن آخر مهلة لإسقاط الحكومة كانت بعد نهاية الأعياد».
وفي شأن زيارة «حزب الله» الى السعودية، رأى أن المبادرة «ما زالت قائمة»، لكن «الفريق الآخر لا يتبناها»، منوّهاً بالزيارة «الناجحة».
ورداً على سؤال عن وجود مبادرة جديدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تمنى جعجع حصول هذا الأمر، وأشار الى أن موقف «الأكثرية» منها «يتوقف على محتواها»، معتبراً أن «الصعوبات آتية من الفريق الآخر الذي لا يستطيع الاعتراف بذلك»، نافياً معرفته بالجلسة النيابية المقرّر انعقادها في «البيال» برئاسة نائب رئيس المجلس. ورأى جعجع أن «النظرية الوحيدة الصائبة هي إعادة الدولة وتوازنها».
ورفض جعجع منطق «كل فريق يضع اللوم على الفريق الآخر»، معتبراً أنه «لا أحد يستطيع الادعاء أنه أمّ الصبي. نحن ندّعي أن معنا الحق، وهم يدّعون ذلك، لكن خيارنا معروف وخيارهم معروف، ومطلوب أن يختار الشعب اللبناني ويدعم الفريق الذي يمثل خياراته، لكن الأهم هو أن نبقى تحت سقف القانون». وختم بالإشارة الى أن «مؤتمر باريس ــ 3» سيعود على لبنان بالأموال، لا لحماية الموالاة أو المعارضة، ولا يمكن الاستمرار في عرقلة الأمور من دون إعطاء البديل، حتى لو كان طهران واحد».
(وطنية)