strong>غسان سعود
عون: الحكومة ضمّت الإجرام إلى ألقابها ولم نتوقّع أن يحرّك السنيورة ساكناً لأنه باع نفسه للشيطان

دقيقتان أمام شاشة التلفاز، بضع ملاحظات، ثم خروج إلى الحديقة، تأمل في الأشجار والورود وبعدها بضع ملاحظات، يليها عدد هائل من الاتصالات يجريها المستشارون. هنا الرابية. غرفة عمليات سياسية محورها العماد ميشال عون والنائب إبراهيم كنعان والقياديون في التيار جبران باسيل وآلان عون وبيار رفول. هنا اليوم الأطول في تاريخ بيت الرابية الذي استيقظ باكراً على رائحة المطاط المحترق.
هكذا، وجد العماد السياسي نفسه فجأة أمام متابعة مباشرة لما يحصل على الأرض وسعي للخروج بالنتيجة الأفضل بأقل قدر ممكن من الخسائر. كان العماد عون يتابع كل التفاصيل، في كل النقاط التي شملها تحرك المعارضة. وبقي على تنسيق مباشر، بحسب أقرب معاونيه، آلان عون، مع غرفة العمليات والمسؤولين عن النقاط، وخصوصاً حيث حصلت مشاكل وتعديات. فيما كان آلان عون وكنعان على تواصل دائم مع عدد من المطارنة الموارنة والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير.
عشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية، تخللتها اتصالات من الرابية بالمستشفيات التي نقل إليها جرحى التيار لتطبيبهم مباشرة بصرف النظر عن ظروفهم المادية أو غيرها. كان الجنرال شديد الانفعال والغضب تجاه الاعتداءات التي حصلت وإطلاق النار. شعر أهل الرابية بأن هناك مخططاً للفتنة، ما زاد من كثافة الاتصالات والمتابعة المباشرة من العماد عون لمنع تطور استفزازات «القوات اللبنانية» واستيعابها. وكان تشديد من العماد عون على التزام كل الناشطين العونيين قرارات ضباط الجيش، لافتاً إلى محاولة السلطة إشعال فتنة، وحرف التحرك عن مجراه، وتحويل الاهتمام عن مطالب المعارضة.
ورأى عون أن الإضراب الشامل الذي نفّذته المعارضة «نجح مئة في المئة»، مشيراً إلى أن الحكومة «اللاشرعية» زادت على نفسها لقب «مجرمة»، برئاسة «من باع نفسه للشيطان».
ولفت عون، في حديث إلى «صوت الغد»، إلى حوادث ضرب تعرّض لها المعتصمون بأسلوب الغدر الذي «يبتعد كل البعد عن مفهوم المواجهة»، ومنوّهاً بالجيش الذي «حدّ من المشكلات التي ربما كانت ستحدث، ومنع الفتنة»، أمل ممن وصلته معلومات تفيد بأن الجيش اعتدى على غير المتظاهرين «أن يبرز الأسماء، ويضعها بتصرف السلطات المعنية»، فـ«تاريخ من ينتقد القوى المسلحة غير مشرف بالتعامل معها»، محمّلاً وزير الداخلية والحكومة كامل المسؤولية، وطالباً من القضاء «التحرك السريع لكشف المعتدين ومحاسبتهم».
كما أعلن، في حديث مع محطة «المنار»، رضاه عن تحرك المعارضة الذي غطّى كل الأراضي اللبنانية، من الحدود إلى الحدود، قائلاً: «أنا راض عن شمولية الحركة، وتصرف المتظاهرين الذين أظهروا شجاعة فائقة، رغم الاعتداءات التي طالتهم في الكورة وجبيل وكسروان. هناك جرحى وإصابات في الظهر، ما يعني أن هناك عمليات غدر وعمليات إرهابية حصلت، والقوى التي قامت بهذا الفعل أصبحت معروفة».
ورداً على رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أشار إلى تقصير القوى الأمنية، وتهديده بالنزول إلى الشارع إذا لم تفتح هذه القوى الطرقات، تساءل عون: «من المعتدي على من؟ من هم الضحايا؟ ومن الذي رماهم في ظهرهم؟»، لافتاً إلى أن «الجيش حمى المتظاهرين من المعتدين، كي لا يأكل الفاجر مال التاجر، وهناك كاميرات عدة صورت المشاهد. وبالتالي، لا يستطيع أحد الادعاء بأن هناك إشكالاً وقع، بل هناك اعتداءات بالرصاص، ومن جهة واحدة».
وفي هذا الإطار، لفت إلى أن أنصار الحكومة «اللاشرعية» نزلوا إلى الشارع وارتكبوا الجرائم، مطلقاً عليها لقب «الحكومة المجرمة»، مطالباً المتظاهرين بـ«الحفاظ على رباطة الجأش، والوعي لإكمال الواجب»، لأن «كل شيء يسير بشكل جيد، والحساب آت».
وفي حديث مع محطة «إن بي إن»، حمّل عون السلطة التي «تضع المواطنين وجهاً لوجه» مسؤولية الفتنة، حيث «هناك تصرف إجرامي مغطى من قبلها»، مضيفاً: «نحن نزعتنا سلمية، ويواجهوننا بالميليشيات القديمة التي استفاقت وعادت إلى عادتها القديمة. لذلك، ما زلنا نسيطر على الوضع حالياً ولا وجود لمخاطر الفتنة»، محمّلاً المسؤولية لـ«الذين ضغطوا على الزناد، بهويتهم المعروفة، ونعرف من يحركهم، داخلياً وخارجياً».
ورداً على سؤال عما إذا كان يتوقع صدور موقف ما من قبل السنيورة، اكتفى عون بالإجابة: «لا أعتقد أنه يتمتع بالإحساس الكافي بالمسؤولية، فهو باع نفسه للشيطان».