أضرم متظاهرون من تيار المستقبل النار في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في منطقة الطريق الجديدة، بحسب ما أفاد شهود العيان، وبحسب ما نقلت شاشات الفضائيات العربية. وقالت الشرطة اللبنانية إنه تم إلقاء زجاجات حارقة على مكاتب الحزب الواقعة في الطبقة الثانية من أحد مباني هذه المنطقة المجاورة للجامعة العربية. وسارع عناصر الإطفاء إلى المكان، ونفى شهود سقوط ضحايا لأن مكاتب الحزب كانت فارغة.وأصدر الحزب القومي بياناً ليل أمس رأى فيه أن «إقدام ميليشيا تيار المستقبل على إحراق مكتب مديرية الطريق الجديدة في الحزب يمثل أقصى درجات العنف الميليشيوي الذي يدخل لبنان في جحيم الفتنة الداخلية، وأمام تهديد حياة القوميين الاجتماعيين المتواجدين في مكتب الحزب في الطريق الجديدة بعد إحراقه..لا يسعنا إلا أن نحمّل هذه الميليشيا المسؤولية كاملة. إن الحزب يرى أن رسالة ميليشيا المستقبل قد وصلت، وعلى كل فريق أن يتحمل مسؤولياته». وقد شهد مركز الحزب القومي في الروشة تجمّعات صغيرة لعدد من الشبان على دراجاتهم النارية، وانتشاراً لعناصر الجيش تفادياً لأي إشكال.
كما جرت ليلاً محاولة للاعتداء على مكتب حركة الشعب في محلة الكولا، إلا أنّ الجيش تمكّن من منع حصول الأمر.
وكانت قد عادت أمس إلى شوارع بيروت مشاهد حرق الإطارات وتسكير الطرقات بعد شيوع أنباء عن إشكال في منطقة الطريق الجديدة بين قوى المعارضة والموالاة أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وجرت محاولة أولى لتطويق وزارة المال عند مدخل الوسط التجاري. وسمع دويّ لعيارات نارية مكثّفة، واشتعلت مستوعبات النفايات بالقرب من الرصيف، وطوّق عناصر الجيش المكان. وأفاد شاهد عيان أنه تم إخراج جميع الموظفين من الوزارة بدون أي إشكال، «إلا أنّ بعض الشبان أحرقوا المستوعبات من دون قطع الطريق أو التعرّض للمارّة».
لكنّ حركة السيارات انحسرت في تلك المنطقة، وتجمّع عدد من الشبان على المداخل المطلّة على «المالية» و«مونو» و«بشارة الخوري» ووجهوا بأيديهم إشارات نابية نحو منطقة السوديكو. وقد تولى رجال الانضباط التابعون لحزب الله المراقبة لضبط الوضع من على أسطح المباني. وجرت عمليات التنسيق بين «المعارضين» والعناصر الأمنية، فانحسرت التجمّعات وهدأ الوضع.
في هذه الأثناء، بقيت المنطقة الممتدة من السوديكو إلى المتحف مفتوحة، وهمّ طلاب الجامعة اليسوعية بمغادرة حرم جامعتهم.
جسر سليم سلام مقطوع بالكامل، الأمر شبيه بيوم الإضراب الأخير. ولم تنفع المحاولات الخجولة لفتح الطرقات. ولم تحدث مواجهات بين المواطنين، فالمنطقة من لون واحد وغاب عناصر الجيش. كذلك الأمر في منطقة زقاق البلاط الفاصلة بين «سليم سلام» و«وسط بيروت»: شبان يتجّمعون ويحاولون التدقيق بهوية أصحاب السيارات.
أما شارع مار الياس فقد أقفل بالكامل بعدما تم الاعتداء على مدرسة الحريري في البطريركية. محيط المدرسة تحول إلى ثكنة عسكرية وسط غياب تام للمعتصمين. الطريق سالكة، لكن حركة السير شبه معدومة. ويقول شاهد عيان إنّ «الأمر مش مهم... حاول بضع الشبان رمي الحجارة على مدرسة الحريري، لكن القوى الأمنية طوّقت المنطقة ومنعت وصول المتظاهرين».
(الأخبار)