البقاع ــ عفيف دياب
نجحت المساعي «الحميدة» في منطقة البقاع في لجم التدهور الذي سيطر على معظم المناطق إثر «حروب» بيروت أول من أمس وردود الفعل التي وقعت في البقاع، ما ألزم الجيش اللبناني باتخاذ إجراءات أمنية «صارمة» كانت حركتها «الميدانية» رسالة واضحة لجميع الأفرقاء بإعادة حساباتهم السياسية والمذهبية و«سحب» أنصارهم من الشوارع التي تحولت ليل أول من أمس الى «جزر» أمنية و«غيتوات» مذهبية نجح الجيش اللبناني في السيطرة عليها ومنع «انتشار» الفتنة في سهل البقاع.
وكانت المنطقة قد شهدت اتصالات سياسية مكثّفة تدخّل فيها رجال دين كادوا يعيدون «خلط» الأوراق جراء «توترهم المذهبي» و«يا غيرة الدين»، ما أدى الى رفع «سقف» الاتصالات بين مختلف الأفرقاء وإبعاد بعض رجال الدين «الصغار»، كما سمّاهم مرجع سياسي محلي في البقاع ساهم في الاتصالات التي أثمرت ليل أول من أمس سحب جميع «أنصار» القوى السياسية من الشوارع وساحات البلدات وإعادة فتح طرق قطعت ليلاً بالإطارات المشتعلة و«الحواجز» التي كانت تدقق في هويات المارة و«مذاهبهم» حيث أُصيب البعض بـ«نيران صديقة» جراء التباس أسماء العائلات على عناصر الحواجز!
وأمس استغل رجال الدين صلاة الجمعة في البقاع لـ«بعث» رسائل سياسية رفعت من حدة «التشنج» في بعض القرى والبلدات، حيث شوهد بعض «الشبان» وهم يتجمّعون بعد انتهاء الصلاة في شوارع قراهم بعد «حقنهم» بشعارات سياسية لا تخلو من التحريض المذهبي. ولكن على رغم كل ذلك برزت خطب جمعة لبعض أئمة المساجد في سعدنايل وتعلبايا وقب الياس ومجدل عنجر وبرالياس دعت الى «وأد» الفتنة وعدم الانجرار خلف شعارات سياسية واهية وما يقوله أعضاء «الطوابير» الخامسة. وبرز في هذه الخطب ما تناوله إمام مسجد بلدة سعدنايل التي كانت قد شهدت ليل أول من أمس إقدام بعض شبانها على قطع الطريق الدولية والاعتداء على سيارات عدد من المارة. وشدد الشيخ بلال الشحيمي في خطبته على الأهمية الوطنية والإسلامية في تجنّب «الفتنة». وقال: «الشيعة إخوة لنا، ونحن مسلمون، والخلاف القائم ليس خلافاً دينياً وإنما سياسي والحل يكون في السياسة».
من جهة أخرى وذات صلة، كثّف الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية أمس، وسيّر دوريات راجلة ومؤللة في مختلف مناطق البقاع مع إقامة سلسلة حواجز أمنية أخضعت السيارات والمارة لتفتيش دقيق.
وأكد مصدر أمني لـ«الأخبار» أنه لم يسجل يوم أمس أي إشكالات أو «تلاسنات» بين القوى السياسية في كل المناطق البقاعية.