أكد «تجمع العلماء المسلمين» أن أحداث يومي الثلاثاء والخميس الماضيين تشير الى «وجود مخطط لجر المواطنين اللبنانيين إلى فتنة عمياء وإحياء أوهام التقسيم ووجود أدوات لهذه الفتنة تتوزع بين عملاء يديرونها وجهلة تستفزهم الشائعات»، معتبراً «أن الأخطر هو الدعوات المتفلتة والمثيرة مقابل أصوات الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس».ولفت التجمع بعد لقاء علمائي في مقر نقابة الصحافة اللبنانية إلى «أن الفتنة الحقيقية التي تثار اليوم هي استحالة العيش المشترك والانتماء الى وطن واحد وسلطة واحدة ويستخدم فيها سلاحان: التخويف والشائعات»، متسائلاً: «هل نسيتم تجربة الإدارات المدنية والمحلية والذاتية وأيام الخوّات والأبوات والتهجير والذبح على الهوية؟».
ونبه إلى أن «‏هناك دعوة سرية إلى تجريب مبدأ الفوضى الخلّاقة الأميركي في الداخل اللبناني بعدما عجز في الوضع الإقليمي وهي تجربة ستؤول إلى الفشل بعدما تكون قد ذهبت بالغالي والنفيس. فتنبهوا ولا تستسلموا إلى خداع وبريق بعض الكلمات»، مشدداً على «ان العدو الأول للمسلمين في العالم هو الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني الغاصب».
ولفت الى «أن هزيمة الاحتلال الأميركي في العراق والكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين جعلتهما يسعيان للانتقام من المقاومة في هذه البلاد من خلال إيقاع الفتنة المذهبية حتى بلغ الأمر بهم حدّ اتهام حركة «حماس» بالتشيّع لتبرير الفتنة الداخلية في فلسطين المحتلة». ودعا العلماء المسلمين الى «ضرورة اللقاء الدائم بينهم لمواجهة الأخطار صفاً واحداً»، لافتاً إلى «أننا لا نريد في هذه اللقاءات أن يتحول السني شيعياً ولا أن يتحول الشيعي سنياً». وأشار إلى أن «الأزمة اللبنانية محلية ذات أبعاد إقليمية»، مؤكداً «أن ليس للأزمة القائمة أي بعد طائفي أو مذهبي. فطرفاها يحظيان بجمهور عريض من كل الطوائف والمذاهب، بل من أسر وعائلات بعينها أحياناً».
وأكد أن «على علماء الدين المسلمين الذين هم في موقع المسؤولية العامة أن يكونوا على قدر الظرف الدقيق الذي يمر فيه الوطن وأن يدعوا إلى الوحدة ونبذ الفرقة ويأخذوا على يد السياسيين ليمنعوهم من استغلال النعرات المذهبية في التحشيد الجماهيري وأن يكونوا على مسافة واحدة من كل الفرقاء».
(وطنية)