strong>بسام القنطارباستثناء الإجراءات الأمنية المشددة للقوة الأمنية وقوات الجيش اللبناني المدعومة بالدبابات، لم يحمل ماراتون بيروت الدولي الرابع أي جديد هذا العام. لا بل أسهمت الأحداث المتسارعة التي شهدتها الساحة اللبنانية، بدءاً من اغتيال الوزير بيار الجميل وصولاً إلى بدء التحركات الشعبية المطالبة بإسقاط الحكومة، في جعل الماراتون نشاطاً رياضياً أكثر من عادي لم يستقطب سوى عشرات المدارس والشركات والمصارف، في حين بقيت المشاركة الفردية خفيفة.
وبقدر ما قد يفهم تورط جمعية بيروت ماراتون بالتزامات وعقود مع الرعاة الذين أسهموا بدعم الماراتون، فإن القرار الذي اتخذ بتأجيل الماراتون ومن ثم إقراره بعد أسبوع من حادثة الاغتيال رغم التوقعات الكبيرة بتزامن الموعد الجديد مع موعد انطلاق تحركات المعارضة يضع أكثر من علامة استفهام حول صحة التوقيت ومقدار انعكاسه على ماراتون العام 2007، رغم وصف الجمعية في بيانها الصحفي الحدث بأنه برهان على «أن شعب لبنان يبقى قادراً على أن يتجاوز كل التحديات ويؤكد سمة الإعجاز في أن تكون له دائماً مواقف ومبادرات وأحداث في مستوى طموحاته وإرادته».
ولقد بدا واضحاً من خلال مشاركة أكثر من 500 شاب وشابة من تيار المستقبل بالقميص الأزرق الذي يحمل شعار «لعيونك» تحول الماراتون إلى مساحة تنفس لقوى الأكثرية غابت عن الساحة منذ بدء تحرك المعارضة. وشارك «المستقبليون» في سباق الـ 10 كلم الذي جرى تعديله في اللحظات الأخيرة «بشكل طفيف» بسبب الاعتصام المفتوح الذي يطوق ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وهتفوا على امتداد السباق شعاراتهم المعروف «أبو بهاء»، و«لعيونك»، كما علا صوتهم لحظة مرورهم أمام منزل الرئيس فؤاد السنيورة في شارع «بلس» «باقي باقي يا فؤاد».
ورغم تأكيد رئيسة الجمعية مي الخليل أن الماراتون بألوانه الرائعة يؤكد أنه مع الخلافات السياسية الرياضة توحد وتجمع، ذكرت وكالة رويترز في تغطيتها التلفزيونية للحدث أن ماراتون بيروت شارك فيه زهاء مئات المواطنين اللبنانيين معظمهم مؤيدون لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
وحظيت كلمة «سلام» التي رفعها متطوعو الصليب الأحمر اللبناني في مقدمة السباق اهتمام الوكالات الأجنبية لكونها تعكس أجواء القلق من عودة الحرب الأهلية.
لكل شعاره في هذا السباق. جمعيات نسائية وأهلية تطالب بحق المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي في منح جنسيتها لأولادها وزوجها. الجميع نظموا صفوفهم ونظموا شعاراتهم.
لكن هناك من كان يفكر بمن هم خلف القضبان في المعتقلات الإسرائيلية، فرفعت مجموعة من المشاركين صورة لعميد الأسرى سمير القنطار إضافة إلى شعارات تطالب بالحرية للمعتقلين السياسيين في السجون الإسرائيلية وسجون الأنظمة العربية. وطوال طريق السباق كانت حناجر المجموعة تصدح: «عطشانة بدي حرية... والصوت يلعلع حرية».
مشارك في الماراتون قال لـ«الأخبار»: «نرى أن هناك من جهة اعتصاماً، ومن جهة مقابلة مشاركة في المارتون، وكلنا واحد حتى إذا اختلفنا في السياسة وفي آرائنا، نحن نستطيع المشاركة في الماراتون وفي كل الأحداث التي تحصل (وكرمال لبنان) وليس لفريق واحد».