أكد الرئيس سليم الحص أنه «لم يبق الا أن نستقيل من الوطن، لبنان هذا الذي كاد يتحول الى ساحة للإشكالات المذهبية والطائفية الرخيصة ليس هو الوطن الذي نعتز به ونريده موطناً لأبنائنا وأحفادنا. ليست هذه بيروت التي نعرفها: بيروت عاصمة الوحدة الوطنية والعروبة، ليست هذه بيروت التي نعهدها. بيروت ليست زواريب المذهبية والطائفية الذميمة، ليست هي مرابض العصبيات العمياء المدمرة».وفي تصريح له أمس قال: «المسؤول لم يعد مسؤولاً بعد ما أضحى همه الكرسي وليس إلّا الكرسي الذي يتربع فوقه، والزعيم لم يعد زعيماً بل أضحى رئيس عصابة تمتهن الإثارة الفئوية والوقيعة بين إخوة في الدين والدنيا. كان الله في عون هذا الشعب الذي جعله المتحكمون بقراره في مهب عاصفة هوجاء من العصبيات الرعناء التي لن يخرج منها منتصر والكل مهزوم».
أضاف: «لم يعد هناك متسع للعمل الوطني الشريف»، متسائلاً «هل نستقيل من الوطن ويبقى عبدة الكراسي وذوو المصالح الآنية العفنة وتجار العصبيات الحمقاء وأعداء القيم الوطنية والإنسانية متربعين على عروشهم المصطنعة الركيكة؟». وتابع: «كلا ثم ألف كلا، لبنان لنا وليس لهؤلاء. بيروت لن تتخلى عن أصالتها الوطنية والقومية، والمواطن لن يتجرد من مزاياه الخلقية ويلحق بركب الفاسدين والمفسدين الذين جعلوا المال مطية للعمل السياسي الدنيء فأضحت الضمائر والذمم سلعاً تشرى وتباع».
وشدد على أن «الذي جرّ العراق الى التذابح المذهبي الرهيب مصمم على جر لبنان الى محنة مماثلة. هناك في العراق عبرة وليس في لبنان من يعتبر. إن من يعتدي على لبناني ليس لبنانياً»، مؤكداً أن «من يعتدي على مسلم ليس مسلماً، ومن يعتدي على مسيحي ليس مسيحياً. نحن براء من المنجرفين في تيارات المذهبية والطائفية. نحن براء من مستغلي النعرات والعصبيات الفئوية. قاتل الله المناصب والألقاب الزائفة وإغواءات السلطة».
(وطنية)