فلسطين هي البوصلة
  • حسين عقيل

    بعد فشل العدوان العالمي على لبنان، في 12 تموز 2006، هال الأميركان ومشروعهم للشرق الأوسط الجديد، أن يروا شعلة المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل ترتفع في سماء العالم العربي عموماً، والشارع السني خصوصاً. وبالتالي يحاولون مجدداً اليوم، تحويل النزاع العربي ــ الإسرائيلي على اغتصاب القدس، وتهويد فلسطين من الفرات إلى النيل، إلى نزاع مذهبي بين أهل السنة والشيعة.
    هالهم رفع راية حزب الله اللبناني وصور سماحة السيد حسن نصر الله في انحاء العالم العربي.
    هالهم صمود حماس وحكومتها أمام الهمجية الإسرائيلية اليومية في غزة.
    هالهم عرب العار مجتمعين، مع نفطهم وثرواتهم وامتدادهم لعدم قدرتهم على حماية شجرة زيتون واحدة في الضفة لعجوز تعتاش منها. فكيف يحمون أنظمتهم؟
    هالهم خنوعهم وسكونهم وإذعانهم لشهواتهم، فينسون خدمة سيدهم.
    هالهم افتضاح أمرهم بمعرفة كل اللبنانيين، عن اجتماعات سرية لبعض زعمائهم باليهود في أميركا وبعض الدول الأوروبية، قبل وأثناء وبعد العدوان الأخير على لبنان.
    هالهم أن الطائفة السنية في أفغانستان والعراق تقاتل الأميركي وتطرد المحتل.
    هالتهم عودة عبد الناصر لقتال العدو الإسرائيلي.
    هالتهم الإحصاءات وأرقامها ونتائجها في تأييد اللبنانيين لحكومة وحدة وطنية أو تبني مشروع مقاومة إسرائيل أو نزع سلاحها.
    نعم، سأوافقكم الرأي، لكن للحظة واحد فقط، لا حكومة وحدة وطنية، ولا الاعتصامات في الشوارع، ولا الاغتيالات السياسية، ولا التناحر المذهبي أيضاً ولا قتل الأبرياء، ولا الشحن الطائفي، ينقذ لبنان وشعبه من هذه المحنة.
    يبقى الخيار الوحيد أمام الجميع، لتُوجَّه بنادقكم وأقلامكم وأعلامكم وأنظاركم نحو فلسطين، البوصلة، فتسقط كل الخلافات في هذه اللحظة الواحدة.


    الأول من كانون الأول

  • فايز وديع فارس

    أعتقد أنّ على فريق الأول من كانون الأول الذي اجتاح الساحتين، ساحة الحرية وساحة الاستقلال، أن يتوجّه بالشكر والامتنان وبشدّة إلى:
    ــ البطريرك الماروني لأنه قال إنّ الإضرابات والاعتصامات والنزول إلى الشارع لن يحل المشاكل بل سيعقّدها.
    ــ ومفتي الجمهورية «العلمانية» اللبنانية الذي «حرّم» على أتباع ملّته المشاركة في التظاهر والاعتصامات.
    ــ ورئيس الحكومة الذي قال إنّه لا طريق لإسقاط الحكومة إلاّ في مجلس النواب وكل ما عدا ذلك باطل وقبض الريح.
    ــ والنائب سعد الحريري الذي قال إنّه لا يفهم حتى الآن لماذا يتظاهرون.
    ــ والوزير أزعور لأنّه نبّه اللبنانيين والعالم إلى أنّ كل يوم تعطيل في لبنان يتسبب بخسارة سبعين أو تسعين مليون دولار أميركي.
    ــ وفريق الأربعتعش لأنه طلب من جميع اللبنانيين عدم المشاركة في تظاهرات الساحتين واعتصاماتهما، ساحة الحرية وساحة الاستقلال، والاستعاضة منها برفع العلم اللبناني على شرفات منازلهم.
    ــ ورؤساء الدول الكبرى والصغرى في هذا العالم التائه وملوكها ووزرائها ومبعوثيها الذين تسابقوا إلى إعلان دعمهم ومساندتهم الطريقة التي يتّبعها الرئيس فؤاد السنيورة في معالجة الأزمة من أجل الخروج بلبنان (طبعاً من دون اللبنانيين) إلى رحاب الحريّة والسيادة والاستقلال، وخاصة رئيس حكومة اسرائيل الذي لم يترك المناسبة تمر من دون التعبير عن مشاعره الصادقة تجاه حكومة لبنان العتيدة.
    ــ وبعض القيّمين على أجهزة الإعلام والإعلان ووسائلهما كافة، في لبنان وبلاد العرب والعالم، على الطريقة التي تمّت معها تغطية الحدث الاستثنائي الذي خلقه الشعب اللبناني، هذا الشعب الذي ما زال، على رغم كل معاناته، قادراً على صنع التاريخ. كلمة أخيرة: إلى متى سيبقى قادتنا وسياسيونا عاجزين عن استغلال المحطات التاريخية الاستثنائية الاستغلال الجيد، من أجل النهوض بالبلاد والعباد، تحقيقاً للمصلحة العليا على حساب مصالحهم الفئوية الآنيّة الضيقة؟