أكد الرئيس فؤاد السنيورة أن «اللبنانيين يجب ألّا يُعامَلوا بعد الآن على أنهم قاصرون وأن هناك من يأخذ قرارهم بيده ويستعمله عندما يريد، أو يأتي من يتخذ قراراً من بعيد ويريد هزيمة الدولة الفلانية من لبنان. هذا حقك، لكن أن يستخدم لبنان ساحة من أجل القيام بهذا النزال، فلنسأل الناس واللبنانيين أولاً». وقال بعد لقائه وفداً شعبياً: «أرسلنا الجيش الى الجنوب بعدما كان الاهتمام بالتحرير والمحتجزين وقضية الغجر التي أصبحنا على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق انسحاب إسرائيلي حقيقي من الجزء الشمالي منها، وفجأة أصبحت القضية الآن في شوارع بيروت. وبدل أن يركز الجيش كل اهتمامه على حماية الحدود والتعاون بينه وبين القوات الدولية لحماية الحدود البرية والبحرية، نرى أن جزءاً من اهتمامه ونشاطه موزع في مكان آخر في شوارع بيروت، وهو ليس مكاناً للمقاومة وليس أساساً مكاناً ليختلف فيه اللبنانيون بعضهم مع بعض».ورأى «أن بعض الأمور ما زالت عالقة لدى مجلس الجنوب بالنسبة إلى المساعدات وهذا الأمر يجب أن يعالج. وقد استفاد من المساعدات نحو 20 ألف مستفيد وسنستكمل كل العمليات خلال 6 أو 7 أسابيع ابتداءً من اليوم نستطيع أن نكمل كل ما له علاقة بجميع القرى في الجنوب».
أضاف: «نحن نعيش في الجنوب حياة غير عادية منذ أن نشأت دولة إسرائيل ما أدى الى وضع الجنوب في حالة غير مستقرة، والوضع توتر هناك نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي تخالف اتفاقية الهدنة التي وقعت بين لبنان واسرائيل. ولبنان بيّن في أكثر من مناسبة أنه لا يمكن أن يخوض أي تجربة في موضوع السلام مع إسرائيل إلا بعد أن توافق جميع الدول العربية وأمر السلام ليس بجديد فقد عبّر عنه لبنان من خلال موافقته على قرار مؤتمر القمة العربية وبالتالي لا أحد يطلب من لبنان أن يفعل شيئاً قبل أن تقوم به جميع الدول العربية. ولبنان أكد أنه على استعداد أن يكون في طليعة الدول التي تخوض حرباً ضد اسرائيل عندما تقوم جميع الدول العربية بذلك، وبالتالي لا يمكن تحميل لبنان وجنوبه أكثر مما يستطيع، نحن لا نتخلى ولا نخرج من التزاماتنا العربية قيد أنملة، لكن لا يمكن أن يترك لبنان وحيداً لكي يقوم بحرب من هذا النوع دون أن تكون جميع الدول العربية معه، ولا يمكن أن يقوم بأي خطوة باتجاه السلام قبل أن تسبقه جميع الدول العربية».
وأمل أن «لا يعود لبنان منطقة أو ساحة لحروب الآخرين، ولا أن يخرج كل واحد بنظرية كل يوم لاستعمال الجنوب كمنطلق لأي عمل لا يؤدي الى نتيجة، نحن لا نريد أن يتحول الجنوب الى منصة تستعمل من هنا أو هناك».
وقال: «همنا الأساسي ألّا يصبح الجنوب ورقة للمساومة في المطامع وفي المنطقة، مع التأكيد أننا نريد استرجاع كل حبة تراب من التراب اللبناني. ونحن حريصون على أهل الجنوب لكي لا يصبحوا مادة للمساومة والضغط والمناورة من كل فريق من الأفرقاء من أجل أن يحاولوا تسجيل انتصارات على حساب اللبنانيين».
وأكد صموده في مواقفه لأن «هذه الحكومة دستورية وشرعية لكنها تشكو أن عدداً من أعضائها اختار أن يقدم استقالته، ونحن لم نقبلها. نحن متمسكون بالقضايا التي تعدّ أساسية والتي هي المحكمة ذات الطابع الدولي».
واستقبل السنيورة رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت أمين الداعوق على رأس وفد من مجلس أمناء المقاصد. وأجرى اتصالاً بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني هنأه فيه بعودته من المملكة العربية السعودية حيث شدد الأخير على ضرورة «عودة جميع اللبنانيين إلى العمل السياسي من خلال المؤسسات الدستورية لأنها الأسلوب الديموقراطي السليم الذي يحفظ للبنان واللبنانيين حريتهم وأمنهم وسلامهم ومحبتهم وتعاونهم واستقرارهم».