واصل “حزب الله” مشاوراته التي بدأها أول من أمس مع حلفائه، وشملت أمس كلاً من الرئيس سليم الحص، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان، الحزب الشيوعي، الحزب السوري القومي الاجتماعي و“الجماعة الإسلامية” .وضم وفد الحزب رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» محمد رعد، النائب أمين شري وعضوي المجلس السياسي: محمود قماطي وعبد المجيد عمار. ووصف رعد الرئيس الحص بعد اللقاء معه بأنه «يمثل الضمير المسؤول، ونحرص على أن نستمع الى رأيه في المعالجة، ونحاول قدر الإمكان أن نعمل وفق الرؤية الوطنية السليمة التي يعبّر عن أهم وجوهها الرئيس الحص».
وأوضح رداً على سؤال «إن المهمات المطلوبة من «اليونيفيل» هي حفظ السلام والاستقرار ورصد الخروق الإسرائيلية ورفع تقارير الى الأمم المتحدة من أجل اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة»، مشيراً الى أن «الإسرائيلي يتجاوز كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويحاول أن ينتهك القوانين الدولية والسيادة اللبنانية»، لافتاً الى أن «ما أورده تيري رود لارسن في كلامه عن أن أسلحة تتدفق الى لبنان حسبما ادّعى أن مسؤولين لبنانيين أفادوه بذلك، حفز الإسرائيلي اليوم (أمس) ليعرض عضلاته ويخترق الأجواء اللبنانية في محاولة لإثبات الوجود، وأنه هو الذي يمكن أن يراقب الحدود».
وبعد زيارة وفد الحزب لإرسلان قال رعد: «المناخ اليوم في البلد تشاوري، وإننا دائماً نرتاح الى هذا الجو الذي يدفع بالأمور الى نصابها الحقيقي».
بدوره، أكد إرسلان: «أن لبنان حقق انتصاراً مميزاً خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم الأخير، وسجل لبنان عبر مقاومته نقاطاً كبيرة ستنعكس حتماً إيجاباً على لبنان كدولة وكشعب، وستنعكس على الوضع الإقليمي والدولي بشكل عام».
وعن حديث البعض عن إمكان حصول إشكالات أمنية قال: «إن لغة الميليشيات والانقسامات الحزبية والمذهبية ومحاولة حشر المقاومة بإظهارها على أنها حركة مذهبية معينة، هذه لغة لا تنفع وهي تكشف أصحابها وارتباطاتهم»، مشيراً الى أن «هناك أسوأ من الفوضى، وهو أداء الأكثرية الوهمية».
والتقى الوفد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو بحضور عدد من أعضاء القيادة. واتفقوا على ضرورة المعالجات الوطنية، وفي مقدمها تأليف حكومة اتحاد وطني .
وحمّل قانصو «فريق 14 شباط مسؤولية استمرار الأزمة، فإذا ما شاء أن ينقذ لبنان، فهناك طريق لا اثنان، أن يسلّم بمطلبنا جميعاً بحكومة وحدة وطنية وبانتخابات نيابية مبكرة».
وانتقل الوفد الى مقر «الجماعة الإسلامية» حيث التقى أمينها العام المستشار الشيخ فيصل مولوي بحضور رئيس المكتب السياسي للجماعة أسعد هرموش.
وأوضح رعد أن «اللقاء مع قيادة الجماعة هو لقاء تفاهم وتشاور وتناصح، أردنا من خلاله أن نجول حول كثير من المستجدات والتطورات، ونصل الى رؤية تعزز الوحدة الإسلامية وتحصن المقاومة وتحفظ خيارها وتلملم الأوضاع في البلاد. وتعاقدنا على أن نستمر في هذا السياق حتى نخرج من هذا المأزق الذي نعيشه في هذه المرحلة».
أضاف: “استمعنا الى رؤية قيادة الجماعة، وإلى بعض الاقتراحات والتصورات، ونحن منفتحون على أن نعمل بكل ما في وسعنا من أجل أن نحفظ وحدتنا الإسلامية في إطار وحدتنا العامة في لبنان».
من جهته، وصف هرموش أجواء اللقاء بأنها “جد إيجابية” لافتاً الى أننا «نريد من خلال هذا اللقاء أن نوجه رسالة في وجه كل طروحات التوتير الأمني والمذهبي والطائفي، أن وحدة الموقف الإسلامي في لبنان هي أساس في مشروعنا السياسي، ولن نسمح للمصطادين في الماء العكر أن يدخلوا إلى ساحتنا من خلال هذه الزاوية».
واكد «أننا مع المقاومة، ومع قيام المحكمة الدولية. وبالمقابل، لا أحد ضد حكومة الوحدة الوطنية شريطة أن يأتي هذا الطرح ضمن السياق العام الذي يريح الساحة اللبنانية ويطرح مشروعاً شاملاً ومتكاملاً».
وأكد رعد، بعد زيارة الوفد الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة، أن طرح الحزب الشيوعي لحكومة انتقالية «يتقاطع مع الطرح القائل بحكومة اتحاد وطني».
بدوره أكد حدادة “على رأينا بسقوط هذه الحكومة”، لافتاً الى أن «الطيران الإسرائيلي يخرق الأجواء اللبنانية، ويهدد حتى أمن «اليونيفيل». والسيد تيري رود لارسن لا يرى إلا ما يعتقده حول الحدود اللبنانية ــ السورية. ولم نسمع من الحكومة اللبنانية حتى الآن ما يبرر وجودها كقيادة لهذا الوطن وللدفاع عن سيادته واستقلاله»، ورأى حدادة أن «الوضع الإقليمي وما يجري حوله والتطورات الحاصلة والوضع الداخلي اللبناني، يضع لبنان، مرة جديدة، أمام إمكان تحقيق خرق جدي لبناء دولة ديموقراطية وتحقيق الإصلاح”.
(وطنية)