غد أفضل
  • حافظ الضيقة

    لم يعد يخفى على أحد عجز الطبقة السياسية وضعفها في لبنان وفقدانها قدرة الحل، فتتلطّى خلف هواجسها مستعملةً الطائفة والمذهب سلاحاً لتحقيق المصالح الضيقة البعيدة عن المسؤولية الوطنية، وعن إيجاد الحلول الصحيحة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، متجاهلةً أن البلاد أصبحت في أتون الظلام وأن الشارع أصبح مؤجّجاً بنار الفتنة منتظراً رياحاً تحمل في طياتها الدمار والرجوع الى الوراء.
    أهكذا تبنى البلاد بعيداً من تطبيق الدستور وتُداس القوانين وتتقدم عليها الأهواء السياسية والنكايات الشخصية ويصبح مركز القرار ومكان إيجاد الحلول في منطق شارع مقابل شارع وطائفة مقابل طائفة بدلاً من العودة الى المؤسسات الدستورية التي هي المكان الطبيعي لبناء الدولة.
    ليست هذه الطريقة المثلى للسير نحو بناء وطننا ولا للوقوف في وجه البطالة والهجرة، ولا هكذا يُردّ الجميل الى الشعب الذي يحلم بغد أفضل.


    في جوار الرب

  • روز زياده

    تعليقاً على مقال جان عزيز في رثاء الراحل زاهي البستاني المنشور في الأخبار (27/10/2006) بعنوان «مجنون الله»، أسألكم لماذا التجديف؟ ولماذا تريد الأبدية على هذه الأرض، بينما رحلتنا فيها مجرد حقبة من الحياة الحقيقية التي نعيشها في جوار الرب، ونسعد بقربه.
    إنها يا أستاذي رحلة تطول أو تقصر، طرقها بين سالكة وشائكة.
    صديقك يا أستاذي، سامحه الله جعله موت ابنته يفقد رجاءه، ومعها أمات كل وجود لخالق الدنيا، غضب من الرب وكأن موت ابنته جور. لقد نسي رحمه الله، كلام السيد المسيح على الفتى الأعمى بأن أياً من أمه وأبيه لم يقع في الخطيئة، أي لا يدفع ذنب خطيئتهم إنما ليتمجد اسم الرب.
    كذلك نحن، عندما نتعثّر في طريق حياتنا الأرضية أول ما نفعله هو التفتيش عن الخطيئة التي قادتنا الى القصاص، بفقد محبّينا أو مرضهم أو فقرهم. الله ليس «مجنوناً». نحن أبناؤه وهو يحبنا. وحياتنا السعيدة الكاملة عنده لا على هذه الأرض الفانية.
    لنتزوّد جميعاً الإيمان والرجاء، وخصوصاً أننا نعيش أيام مخاض عسير.


    مصطلحات

  • عبد الفتاح خطاب

    أصبح ضرورياً على كل لبناني ان يحمل معه أينما ذهب كتيّباً للمصطلحات كي يعينه على قراءة الصحف وفهم نشرات الأنباء، وخطابات وتصريحات السياسيين، وذلك بسبب تعدد التسميات وتغيّرها وتضاربها.
    على سبيل المثال، الفريق السياسي المسمى 14 آذار الذي يطلق عليه الفريق المناوئ اسم فريق 14 شباط أو «الشباطيون»، والفريق السياسي المسمى 8 آذار يطلق عليه الفريق المناوئ اسم فريق 12 تموز، ناهيك عن تداول مصطلحات «ريف دمشق»، و«ريف واشنطن»، و«طائفة جمال عبد الناصر»، و«فريق السفارات»، و«الفريق الانقلابي»، و«الطاعنون في الظهر»، إضافة الى العديد من مصطلحات التخوين، والحبل على الجرّار...
    أمر واحد ثابت لم يتغير في لبنان ولم يتبدل مع الأيام.. شقاء الناس و«تعتيرهم» وتدهور أحوالهم المعيشية والصحية والنفسية، وفي الوقت نفسه يحمى وطيس الجدل البيزنطي بين السياسيين وخلافهم حول جنس الملائكة!


    شـاركونا أو اعذرونا

  • نقولا الشدراوي

    يذكّرني وضع الحكم الحالي في لبنان بأنظمة الحكم القائمة على امتداد العالم العربي، حيث تستأثر بنعمة الحكم أقلية حاكمة على أكثرية محكومة.
    على ان الفرق هنا، وهو فرق جوهري، يكمن في أن الأكثرية المحكومة في العالم العربي هي أكثرية صامتة أو في أحسن الأحوال صوتها خافت ومكبوت. أما في لبنان، ولسوء حظ الأقلية الحاكمة فيه، فإن الأكثرية المحكومة هي أكثرية ديناميكية نشطة، لن تهدأ ولن تنام قبل الحصول على حقّها الطبيعي في الحكم إمّا بالشـراكة والاشـتراك مع الأقلية الحاكمة، إن أرادت تلك الأقلية ذلك، وإما من دونها إذا لم تُرِد.
    رحم الله لبيباً يفهم بالإشارة.