فداء عيتاني
يتهم نائب في تيار «المستقبل» الطرف الاخر بتحريض الشارع وتعبئة الاجواء، ولم يعد من المهم بعد اليوم ان كانت التعبئة مقصودة او تتم بغير دراية، «فالطرف الاخر» هنا هو حزب الله الذي كان يجب ان يتعلم ان 8 آذار ادت الى 14 آذار، وبدل ان يرطب الاجواء، ها هو على لسان امينه العام يطلق تهديدات ادت الى ردود فعل بين ابناء السنة معتبرين انه يهددهم».
«ما يعنيه (السيد حسن نصرالله) في خطابه هو اما حكومة وحدة وطنية بالحوار، واما حكومة وحدة وطنية بالقوة» يقول النائب «المستقبلي». «كان عليه ان ينتبه الى اننا لسنا من عناصر حزب الله حتى يطالبنا بهذه الطريقة ويضع مهلة زمنية محددة، وتحت طائلة التهديد بالشارع». قبل أن يضيف: «الوقت ليس هو المشكلة، بل المشكلة في طرح جدول الاعمال. لا نختلف على نقاش حكومة الوحدة، ولا على نقاش قانون الانتخابات، ولكن نختلف على قصور جدول الاعمال. الاثنين المقبل سنذهب الى التشاور، ولكن سنطالب بجدول اعمال يضم سلة واحدة، من الرئاسة الى المحكمة الدولية الى الامور الاخرى». يؤكد النائب، مضيفا «ان تعبئة الشارع الشيعي لا تفيد احدا، ونحن ام الصبي، ولكن لا نقبل بأن نوضع في زاوية، عندها لا يبقى لنا الا المقاومة وسنفعل».
ويشير النائب الى ان جمهور تيار «المستقبل» احيانا يسر بردود قاسية تصدر عن هذا الطرف او ذاك من التيار، الا انه يضيف «هذا ليس دليلا صحيا، بل دليل على مدى الاحتقان» ويعتبر ان مقابلة نصرالله تأتي في هذا الاطار، وكانت كمن يحاور نفسه، محذرا من «النزول الى الشارع الذي سيؤدي الى نزول مقابل الى الشارع»، ولا يمكنه تقديم اجابات واضحة الى اين سيؤدي ذلك، «خطاب نصرالله خطاب تحد»، يصفه النائب وهو يؤكد ان الشارع يفتح الباب امام من يأتمر بأوامر سوريا لافتعال الشغب، وهو هنا يميز بين «حزب الله» المتحالف مع سوريا وبين اطراف تأتمر بأوامرها مباشرة.
ويعطي النائب مثلا عن ذلك ما حصل في الرمل العالي، حيث يعتبر ان اطلاق النار الذي تم من مسافة 200 متر كان من طرف ثالث، وهذا يمكن ان يحصل في اي تحركات في الشارع، «ومن حق حزب الله ان يطالب برحيل المجلس النيابي، ولكن في حال دخلنا اليوم في ظل هذا الواقع الى الانتخابات النيابية المبكرة، فكيف سيكون الجو في الشارع؟ وهل فعلا يمكن طرح الانتخابات من دون الصدام بين الاطراف؟» يسأل وهو يؤكد انه لا يتخوف من انتخابات العام 2009 المقبلة.
«من المعيب السخرية الدائمة من دموع فؤاد السنيورة، الى اين يعتقدون انهم يأخذون البلاد بهذه الطريقة؟». يستأنف النائب وهو يضع على بزته زرا فضيا يحمل صورة الرئيس الحريري، «نبيه بري هو من اطلق على ما قام به السنيورة تعبير المقاومة السياسية، واعتقد انهم بهجومهم على السنيورة وسخريتهم من «المقاومة السياسية» يستهدفون بري في شكل غير مباشر. نعم انا مرتعب من مستوى الشحن والتوتر» يقول النائب، الذي يكاد لا يجد مخرجا مما هو قائم الا «الحوار بسلة واحدة». ويضيف ان المعارضة تعتقد ان حجم «القوات اللبنانية» هزيل والحزب التقدمي الاشتراكي في حال تراجع وان استقطاب تيار «المستقبل» قد تدنى، «ولكنهم مخطئون، ولا يزال الزخم موجودا، وهم يعتقدون ان الاختباء خلف ميشال عون وبعض الوجوه السنية يعطي معنى سياسيا للانقسام، الا ان الانقسام وللاسف مذهبي». ويضيف ان اولى الدعوات المذهبية انطلقت من ميشال عون لحصد حجم مضاعف من التمثيل المسيحي في الانتخابات، وبعدها تحول الخطاب الى خطاب مذهبي لا يمكن انكاره.
ويضع النائب مسألة الحملة على دار الفتوى في الاطار السياسي نفسه، وفي حين لا يمتلك معلومات دقيقة حول الوضع الذي يطالب مجموعة من العلماء باصلاحه (سياسيا واداريا وماليا وقضائيا) داخل دار الفتوى، الا انه يرى ان «الهجوم على الدار لاستقبال المفتي سمير جعجع، بعد ان استعدنا واخيرا قرارنا ولم يعد هناك من يرسل رسائل التهديد والتوجيه الى دار الفتوى ومفتيها محمد رشيد قباني، محاولة لاستعادة متاريس الحرب الاهلية بين الاطراف اللبنانية»، مشيرا الى ان من ارتكب مجزرتي صبرا وشاتيلا والاونيسكو ليس سمير جعجع، والمطلوب هو اللقاء بين اللبنانيين.