strong>رزان يحيى
كان أمس يوم النوادي في الجامعة اللبنانية ــ الأميركية. وقد ارتدى هذا اليوم طابعاً مميزاً بعد إقدام الجامعة على إلغاء الانتخابات الطالبية داخل حرمها، فتحوّلت النوادي إلى فسحة وحيدة للتعبير السياسي

افتتحت أمس نوادي الجامعة اللبنانية ــ الأميركية باب الانتساب إليها. تهافت الطلاب لحجز أماكن لهم، فهذه السنة مختلفة عن السنوات الماضية، بعد قرار الجامعة إلغاء انتخابات الهيئة الطلابية.
النوادي مقسمة إلى ثلاث فئات: الأولى تعنى بهوايات الطلاب واهتماماتهم (نادي التزلج، الموسيقى، حقوق الناس، النقاش، العمل الاجتماعي، المناظرة...). والثانية تضم نوادي تعنى باختصاصات الطلاب (نادي الاقتصاد، المحاسبة العلوم...)، والأخيرة تتوجه إلى الطلاب من الجنسيات المختلفة، وهدفها نشر ثقافة البلدان التي يأتي منها الطلاب الأجانب وحضاراتهم، علماً بأن معظمهم عرب (النادي الثقافي الفلسطيني، السوري، الأردني، الجزائري والسعودي). ويهتم نادي الأونيسكو بنشر الثقافة اللبنانية.
للطلاب رؤية خاصة إلى النوادي. فزياد انتسب الى نادي العمل الاجتماعي، بإرشاد من أستاذ مادة علم الاجتماع. فهو يرى في النوادي مادة جيدة للسيرة الذاتية «مجرد أن يتضمن الـCV تطوعك في ناد للعمل الاجتماعي، يعني زيادة فرصتك في الحصول على وظيفة، باعتبار أنك تملك القدرة على العمل ضمن فريق وغير ذلك من الصفات المطلوبة في الشركات». أما رشا، فتجذبها النوادي التي تقدم رحلات ترفيهية. ويبقى العدد الأكبر من الطلاب منتسبين «بهدف تسجيل الاسم»، «يظهرون يوم انتخاب هيئة النادي وبيكون وجه الضيف»، كما يقول بلال طي مسؤول قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب.
يقول أحد الطلاب الناشطين في النوادي، إن الاختلاف هذه السنة يكمن في «هجمة الأحزاب على النوادي». فالأحزاب، بعد إلغاء الانتخابات، تحتاج الى مكان لإثبات قوتها وحجمها. فأحمد انتسب إلى نادي الحوار لأنه من تيار المستقبل. وكذلك انتسب جمال إلى نادي حقوق الناس لأنه ينتمي الى حركة الشعب.
ويرى طي أن انتخابات الجامعة ستتحول الى انتخابات داخل النوادي. ويضيف: «إن تيار المستقبل وقصر قريطم طلبا من الجامعة إلغاء الانتخابات خوفاً من خسارة معقلهم لا لأجل الوضع الأمني كما يبررون دائماً»، ولذلك «سيحاولون إثبات أنفسهم بالنوادي». بينما يرى مسؤول في تيار المستقبل «أن تحول الطلاب الحزبيين الى النوادي هو أمر طبيعي، لدعم تياراتهم بطرق لا سياسية». ويؤكّد أن حل الانتخابات كان نتيجة طبيعية للاحتقان والخلافات غير المقبولة بين الطلاب. واللافت أن النوادي ذات الطابع السياسي تستقطب العدد الأكبر من الطلاب.
تجدر الإشارة إلى أنّه يحق للطالب الانتساب إلى ناديين، والترشح ضمن هيئة واحدة. وتموّل الجامعة نشاطات النوادي، على أن يقدم كل ناد ميزانية النشاط ويبرز «فواتير» المدفوعات. علماً بأن هذه الميزانية هي جزء من القسط الجامعي الذي يدفعه الطالب في إطار «النشاطات الطلابية».