جورج شاهين ــ أمال ناصر
رغم تعهدات المتشاورين عدم التسريب الاعلامي، ورغم اقفال الخطوط الليلي لغالبية المشاركين، تجمعت لـ«الأخبار» نواة المحضر التشاوري الآتي:
رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، طرح موضوعي سلاح «حزب الله» ورئاسة الجمهورية، وأراد بذلك «نقل طاولة الحوار» الى جلسات التشاور. في حين توقف طلب ميشال عون عند قيام حكومة وحدة وطنية، مجدداً المطالبة بأربعة وزراء، وقال: «نحن نمثل 44% من المجلس النيابي، ونقبل ككتلة بأربعة وزراء، اثنان من «التيار» وواحد من «الكتلة الشعبية» وآخر من الطاشناق، من أصل 24 وزيراً».
مصادر نيابية مشاركة في جلسات التشاور، عبرت عن ارتياحها إلى الأجواء الإيجابية التي سادت، مشيرة الى موافقة الجميع على انضمام «التيار الوطني الحر» الى الحكومة، من دون البحث في شكلها، سواء التوسيع أو التبديل، مع الإشارة الى رفض النائب سعد الدين الحريري اعطاء الفريق الآخر الثلث الضامن. جنبلاط طرح موضوع رئاسة الجمهورية، على أساس أنها أصل المشكلة في البلد، وكرر مواقفه ضد سوريا وضد كل من يقف في وجه المحكمة الدولية. وقال: «أعرف أن المحور الأميركي يضعف ومحوركم يقوى، وأنا لست حديثاً في السياسة». ولفتت المصادر الى ان الحريري كان سقفه عالياً في البداية، وطلب البحث في جميع المواضيع والتشاور بصدق، لأنه «لا وقت لديه كي يضيعه». ثم قال إنهم في تيار «المستقبل» مع المقاومة وسلاحها وإن تياره سينسحب من أي حكومة تطالب بنزع سلاح المقاومة.
أما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الدائم الانشغال بالمساعدات و«العطف الدولي» على لبنان فقال: «ان الوضع في لبنان ليس جيداً والشارع محتقن والدول لا تستطيع أن تنتظر. علينا الاستفادة من العطف الدولي لأنه اليوم أقل مما كان عليه قبل شهرين، وسيصبح اقل بكثير بعد ذلك».
واشارت المصادر عينها الى ان بري كان في المرصاد لكل محاولات الخروج عن الجدول، أو الخروج عن المبدأ التشاوري كله، فضبط الايقاعات، وتنقل بين أدوار المايسترو والفريق والمقرر، وإن بالمعنى اللجاني للكلمة والدور. فعندما شعر بري بأن الوقت قد يُستهلك في موضوع رئاسة الجمهورية، عمد الى تلاوة مقررات طاولة الحوار المتعلقة بموضوع رئاسة الجمهورية، متسائلاً عمّا «إذا كان هناك أي مستجدّ». وعندما تحدث ممثلو الاكثرية عن أزمة حكم، قاطعهم بالقول: «نعم هناك أزمة حكم، ولكن كيف ستقومون بحلها؟». ولدى رصده محاولة تأجيل الجلسة الى الأسبوع المقبل، رفض بحزم، مذكراً بسفره يوم السبت.
حتى عند محاولة بعض ممثلي الأكثرية قطع الطريق أمام المعارضة في التظاهر لإسقاط الحكومة، بالقول «إنها عزفت عن اللجوء الى الشارع لإسقاط رئيس الجمهورية بناءً على مقررات طاولة الحوار»، انبرى بري قائلاً: «ما تربّحونا جميل»، أنتم عزفتم عن اللجوء الى الشارع قبل مقررات طاولة الحوار، لأن البطريرك صفير منع إسقاط الرئيس في الشارع».
في مداخلته رداً على المطالبة بطرح موضوع رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس جديد، قال بري: لا بد من التوضيح وللتاريخ: «ان العماد عون وفي اتصالاتي معه لم يرفض ادراج موضوع رئاسة الجمهورية على جدول الأعمال، وأنا من أصر على تنحية الموضوع جانباً، لأن الاتفاق تعذر حول هذا العنوان، والجميع يتذكر ما دار على طاولة الحوار، وفي اعتقادي أن أي أمر لم يتغير، فلا آفاق ولا حلول قريبة أو فورية له».
الجميل
الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل قدم عرضاً مفصلاً عن الوضع، مؤكداً على أهمية البحث في الملفات الاساسية المتداخلة، وقال: «ان الأزمة لم تات من فراغ، فهناك ازمة حكم اجمعنا عليها على طاولة الحوار وهي متمثلة في الوضع الشاذ لرئيس الجمهورية»، ودعا الى صفقة متكاملة تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية تليه حكومة وفاق وطني تعمل بالسرعة القصوى على البت بقانون الانتخاب الجديد، تأسيساً على التقرير النهائي للجنة الوطنية لقانون الانتخاب التي رأسها الوزير السابق فؤاد بطرس، وفي الختام تجرى الانتخابات النيابية لانتخاب مجلس نيابي جديد، فيكتمل التغيير المطلوب على كل المستويات في أسرع وقت ممكن، وقد لا يتجاوز الأشهر التسعة.
واضاف الجميل ان المشكلة ليست في التغيير الحكومي، بل تتصل بالنيات المبيتة وراء السعي الى الثلث المعطل وانعكاساته على مستقبل العمل الحكومي، في مرحلة مليئة بالاستحقاقات المحلية والدولية، ونحن على ابواب انتخابات رئاسية خلال اقل من عام، وأعتبر السعي الى الثلث المعطل مشروعاً لتجميد العمل الحكومي وشل الدولة ومؤسساتها.
ورفض الجميل الحديث عن مهل محددة أو بعض الإملاءات في المواعيد والمطالب، مؤكداً ان لكل طرف شارعه، والشارع لن يحمل اي حل، لا بل يعقد الحلول.
رعد
النائب محمد رعد اكد على نية «حزب الله» التمسك بمبدأ المشاركة في القرارات الكبرى التي تحمي الوحدة الوطنية. وقال رداً على المتوجسين من موقف «الحزب»: «ليست لدينا اية نيات انقلابية، وكل ما في الأمر أن موقفنا بني على معطيات جديدة بفعل التبدلات في الأحلاف، لقد كان هناك تحالف رباعي قامت الحكومة الحالية عليه، لكن هذا التحالف تفكك ولم يعد قائماً، وبالتالي فإن ادارة الخلاف عبر هذه الحكومة لم يعد ممكناً أو قائماً، وهناك معطيات جديدة تتطلب مقاربة اخرى، ومن خلال حكومة وحدة وطنية» . وكرر رعد طرح مطلب «الحزب» الرئيسي، وهو تشكيل حكومة اتحاد وطني. وقال: «إن الحزب على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله طرح قيام حكومة وحدة وطنية قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان، وهذا ليس أمراً مستجداً. نحن نريد ثلثاً ضامناً مشاركاً في القرارات وعملية النهوض بالبلد وتخفيف الاحتقان والتشنج».
وذكر النائبان محمد رعد وميشال المر «ان الحكومة الحالية شكّلت على أساس الثلث الضامن المؤلف من الوزراء شارل رزق، يعقوب الصراف، الياس المر، طارق متري وخمسة وزراء شيعة. فلماذا رفض الثلث الضامن اليوم؟».