strong>غسان سعود
منذ إحياء ذكرى ميلاد الرئيس رفيق الحريري، قرب ضريحه في وسط بيروت، بدأت جمعية شباب المستقبل إعداد سلسلة من النشاطات أعادت تحريك الحياة الاجتماعية، العائلية والطالبية، في محيط الضريح، بحسب أحد ناشطي المستقبل. وأوضح الناشط أيضاً أن النشاطات تتركز على «مبايعة الحكومة» والمطالبة بمحكمة دولية، إضافة إلى ندوات يومية يناقش خلالها قياديّو التيار مختلف القضايا السياسية اليومية مع الطلاب.
عودة الحياة إلى خيمة الحرية؟
وبالتزامن مع كلام المعارضة على العودة إلى التظاهر والاعتصام والحديث عن تهيئة مئات الخيم لتوزيعها في مناطق مختلفة، تمهيداً لحركة احتجاجية كبيرة ضد الحكومة، لوحظت عودة بعض من شباب الحزب التقدمي الاشتراكي وحلفائهم إلى ما كان يُعرف بمخيم الحرية. وبعدما استقدموا عمال تنظيف، بعضهم سوريون، عاد بعض الطلاب ليقصدوا ساحة الشهداء بعد انتهاء دوام جامعاتهم ليقضوا هناك بعض الوقت.
وأوضحت رلى حيدر، مسؤولة الإعلام في منظمة الطلاب في الحزب التقدمي، أن المنظمة سبق أن خططت مع المنظمات الشبابية الأخرى لإقامة معرض في ساحة الشهداء. واستمرار الشباب في قصد الساحة، يهدف إلى القول إنهم موجودون ولديهم موقفهم، ويتمسكون بالمبادئ التي اجتمعوا عليها في الساحة قبل أقل من سنتين. وقالت حيدر إن الاعتصام في ساحة الشهداء يوصل رسالة بأن التعبير عن الرأي يمكن أن يتحقق عبر الاعتصام في ساحة محددة من دون القيام بمسيرات قد تؤدي إلى شغب كبير. ومن المرجح أن يبدأ بعض «الشباب التقدمي» بالمبيت داخل الخيمة ابتداء من اليوم (أمس).
يُذكر أن المخيم الذي كان أهله الشباب قد هجروه على عجل مع ظهور الملامح الأولى للاتفاق الرباعي، استبدلت خيمه المتعددة الانتماءات والمتنوعة الألوان بخيمة واحدة وضخمة مبنية من الإترنيت. والخيمة الحديثة في عالم الاحتجاجات، لم ينصبها الشباب بأياديهم بل استقدمت آليات خاصة وجرافات لنقل موادها وبنائها. وأقيمت تحت أنظار القوى الأمنية وبمساعدتهم. وكان هدفها استقطاب المعارضين لرئيس الجمهورية إميل لحود، وحمايتهم من الأمطار حتى يرحل عن قصر بعبدا. وكانت الخيمة الإترنتية عنواناً لـ«حملة فل». لكن سرعان ما انتهت الحملة، وفرغت الخيمة من جميع أهلها، باستثناء بعض عناصر القوى الأمنية الذين منعوا المواطنين من دخولها. ولاحقاً، نما العشب فيها، وامتلأت الخيمة بالقمامة. إلى أن عاد إليها بعض شبابها.
بلدية بيروت
وتزامن تقدم الموالاة على المعارضة بالنزول إلى الشارع، مع عرض مجلس بلدية بيروت برئاسة عبد المنعم العريس لموضوع التظاهرات التي يمكن أن تحصل وانعكاساتها السلبية على مصالح الناس والمؤسسات التجارية والسياحية والمواطنين وعلى المدينة والوطن عموماً. واقترح المجلس تخصيص المسارين العلوي والسفلي من جادة الرملة البيضاء والممتد من مقابل العقار الرقم 5064 المصيطبة حتى العقار الرقم 5128 المصيطبة، اضافة الى مساحة الرمول البيضاء، مكاناً للتظاهر تكون بمثابة «هايد بارك» للتجمعات والتظاهرات تجنيباً للمدينة ووسطها التجاري ومتفرعاته والأماكن الأخرى التي يمكن أن يصار الى التظاهر فيها، أي انعكاسات سلبية قد تنجم من تلك التظاهرات. وتمنى المجلس على وزير الداخلية والبلديات بالوكالة أحمد فتفت تحديد الطرق الواجب سلوكها للوصول الى المكان المحدد للتظاهر، على أن يطلب من محافظ بيروت حصر الإذن بالتظاهر في تلك المنطقة المقترحة دون سواها.
لكن، وبعد ساعات قليلة من بيان بلدية بيروت، عاد العريس ليوضح عبر الإعلام أن ما نشر من مداولات داخل المجلس البلدي في شأن الأماكن الأنسب للتظاهر الشعبي الذي تهدد به قوى 8 آذار، لا يعدو كونه اقتراحات تمت مناقشتها داخل المجلس البلدي ولم يتخذ فيه أي قرار. وقال: «ان تحديد أماكن التظاهر متروك لمعالي وزير الداخلية الذي يتخذ القرار المناسب في ضوء ما تتطلبه المصلحة العامة ومقتضيات تنظيم التظاهرة، وكذلك بالنسبة إلى إقفال الشوارع وفتحها في الوسط التجاري».
لكن وفقاً لأحد المطلعين، فإن توضيح العريس أتى بعد ضغوط تعرض لها من قوى «البريستول». إذ إن المكان الذي أصرَّ على المطالبة بتحديده خلال الجلسة، يضم جادة الرئيس رفيق الحريري، ويقع في منطقة ذات غالبية مؤيدة لتيار المستقبل، ما قد يؤدي إلى مشاكل كثيرة بين أبناء المنطقة والمتظاهرين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية. علماً أن العريس دافع بقوة خلال جلسة المجلس البلدي عن اقتراحه. وحين سئل عن كيفية وصول المتظاهرين من جبل لبنان والمناطق الشمالية، ابتسم موافقاً على تعليق صدر عن أحد أعضاء البلدية دعا المتظاهرين إلى «تبليط البحر».