الحريري طلب من الأسد إقالتي لرفضي نزع سلاح المقاومة

كشف رئيس الجمهورية اميل لحود اسباب خلاف الرئيس الفرنسي جاك شيراك معه، متطرقاً الى دور الأخير خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان ومتهماً إياه بالتدخل «لمصلحة عائلة فحسب».
وأكد لحود في مقابلة أجرتها معه مجلة «Valeures Actuelles» الفرنسية «أن شيراك لا يزال يتدخل في السياسة الداخلية اللبنانية لأسباب شخصية، قائمة على أساس علاقاته مع عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتقداً بأن خروج سوريا من لبنان سيفسح له في المجال كي يحل محلها».
وإذ ذكّر بمواقف الرئيس الفرنسي منه بعيد انتخابه عام 1998وسحبه الدعوة التي وجهها له لزيارة فرنسا، بعد اعتذار الرئيس الحريري عن عدم تأليف أول حكومة في العهد، ومواقفه منه بعيد لقائه معه على هامش انعقاد القمة الفرنكوفونية في مونكتون ــ كندا، أوضح أن خلافاً بينهما «نشب على خلفية مسألة الهاتف الخلوي، إذ إن الاتجاه كان للمضي في تعهدات لمصلحة معينة، كما هو سائد في الشرق الاوسط، وسبق لي أن رفضت الأمر عندما كنت على رأس قيادة الجيش، وقد ازداد منسوب الاقتراحات، إلا أنني لم اقبل شيئاً، وكان أن استهدفوني لهذا السبب».
وأسف لتصرف شيراك لمصلحة فريق من اللبنانيين «وتحديداً لمصلحة عائلة فحسب»، معتبراً «أن تصحيح الامور سيكون حتماً عقب انتخاب رئيس فرنسي جديد سيلتزم سياسة لمصلحة كل اللبنانيين، مثل الجنرال ديغول والرئيس فرنسوا ميتران».
وأكد لحود «أن لبنان لم يقبل كل ما عرض عليه لإنهاء الحرب الاسرائيلية عليه»، كاشفاً أن شيراك أراد نزع سلاح «حزب الله» ونشر قوات دولية بين لبنان وسوريا ووضع قوات عسكرية له في المرفأ والمطار وقوات بحرية في المياه الاقليمية.
وأكد «أنه لو كان هناك سوري او ايراني واحد أُوقف على خلفية مشاركته في حرب تموز، لكانت محطات التلفزة الدولية قد عرضت صوراً له»، مشدداً على «أن اللبنانيين وحدهم من واجه الاسرائيليين»، ومشيراً الى «أنه ما من سوري واحد حارب مع «حزب الله»، وكل ما فعله السوريون هو فتح منازلهم أمام 400 ألف لبناني لجأوا الى سوريا هرباً من الحرب».
ورأى لحود «أن فرصة تتجسد للبنان، هي قدرة أبنائه على بنائه من جديد من دون أي تأثيرات خارجية»، مذكراً «أن منظمة انتربول الدولية صنفت لبنان عام 2004 في المرتبة الاولى من الناحية الامنية، الى أن أتت جريمة اغتيال الرئيس الحريري لقلب الاوضاع. وهذه هي المؤامرة بحق لبنان، من الذين يريدون إخضاعه. ولما لم ينجحوا شنوا الحرب عليه».
وإذ ذكّر بالأمر الذي أعطي له عام 1993 يوم كان قائداً للجيش اللبناني، لنزع سلاح «حزب الله»، أوضح «أن الرئيس الحريري ذهب الى حد التأكيد لي أن هذه هي رغبة السوريين، لكنني كنت مدركاً أن حرباً أهلية ستقع اذا ما تم ذلك، وما دام هناك أجزاء من الاراضي اللبنانية لا تزال خاضعة للاحتلال الاسرائيلي، فأنا سأبقى الى جانب المقاومة، فطلب عندها الرئيس الحريري من دمشق أن تعمد الى إقالتي. الا أن الرئيس الراحل حافظ الاسد رفض ذلك».
(وطنية)