أعلن نائب الأمين العام لـ“حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن الساعة الصفر بدأت، وهي تعني “قرار المعارضة الجدي”، لكن توقيت الأعمال والتصرفات “سيعلن فجأة، كي لا نلغي طابع المفاجأة. وعندئذ تكون التحركات مثمرة أكثر، وتفسح في المجال أمام بعض العقلانية التي نأملها عند الطرف الآخر قبل أن نصل الى الحائط المسدود”، لافتاً الى أن “لا مدى زمنياً” للتحركات، بل هناك “أهداف يجب أن تتحقّق. ومع كل خطوة، سنقيس النتائج”.
وحمّل قاسم، في حديثين إلى محطتي “الجديد” و“المنار”، “الأكثرية الحاكمة” مسؤولية “عدم الاستقرار السياسي، والتدهور الاقتصادي، وكل فشل يمكن أن يحصل في واقع إدارة الدولة”، كما “الأجواء التي سبّبت اغتيال الوزير بيار الجميل، لأنها أوجدت بيئة مؤاتية وملائمة لدخول خفافيش الليل من الموتورين ومن الذين يريدون الفتنة في لبنان”.
وجدد تأكيده أن “الحكومة وهمية ولا شرعية ولا دستورية” بعد استقالة وزراء “أمل” و“حزب الله”، مشيراً الى أن قرارات الحكومة “لا قيمة عملية ولا تطبيقية لها، لأنها مخالفة للدستور، وهي بحكم الملغاة وغير الشرعية والدستورية”. ورفض الدخول في تفاصيل القرارات التي اتخذتها الحكومة، لأن “الأصل ساقط”، داعياً إياها الى “إما أن تستقيل بشكل رسمي ونهائي، أو أن تتمّم أعضاءها. أما إذا بقيت على هذه الشاكلة، فإنها تدخل البلد في الفراغ الدستوري، ولا قيمة لاجتماعاتها تحت أي عنوان”.
وعن قرار النزول الى الشارع، لفت قاسم الى أن المعارضة “أمام واقع عملي، أعلنت عنه بعد انتهاء المشاورات، وألمحت إليه بعد بدئها”، وقرّرت “القيام بتحركات في الشارع وفي غيره، وهي تحركات سلمية وحضارية يشرّعها القانون، على قاعدة إسقاط هذه الحكومة التي أثبتت عدم جدارتها، في تحقيق الشراكة الحقيقية. ليس عندنا أسلوب واحد ونمط واحد من التحرك. نحن سننزل بطريقة سلمية وبشعارات مدروسة، وسنضبط شعاراتنا وشارعنا بمقدار ما نستطيع، مع أن احتمال إيجاد مدسوسين وارد”، لكن “آلينا على أنفسنا أن لا نتحدث بتفاصيل التحرك، لا من حيث النوعية ولا التوقيت والحجم، على قاعدة أن هذه السلة موجودة بيد قادة المعارضة، وعندما نتفق على خطوة معينة نعلنها في وقتها بحسب طبيعة الخطوة، وسنبقي زمام المبادرة بيد القيادة العامة للمعارضة. لن نعلن عن التحرك مسبّقاً، فليس هناك جدول زمني محدّد ولا عناوين نهائية، بل سلّة من الأفكار التي سنستخدم منها ما نرى فيه مصلحة في تحقيق الأهداف المنشودة”، لافتاً الى أن التحركات تشمل “الاعتصام. وأموراً مدنية أخرى، وقد يكون هناك نوع من العصيان المدني في بعض الأمور السلمية التي ترتبط بالدولة.. وقد تكون هناك تحركات قطاعية”. مضيفاً: “نحن لم نر إشكالات الشارع إلا في شارعهم.. اشتغلوا بطريقة توتيرية وهيأوا مناخات غرائزية، وحاولوا أن يبثوا معطيات خاطئة للناس، فأدت الى ما أدّت إليه من إساءات متعمّدة لبعض الشخصيات والقوى، من خلال ما حصل أثناء تشييع الجميل”.
ورداً على سؤال عما تشيعه أطراف السلطة عن أن التحرك هو لـ“حزب الله” وأن الباقين ملحقون، أكد قاسم أن أي قرار “يتخذ بالتشاور مع الحلفاء”، وعزا سبب إشاعة هذا الجو من أطراف السلطة الى محاولتها “إيجاد شرخ بين المعارضة، ووضع “حزب الله” في واجهة المسؤولية وحده، وليقولوا إن التحرك معنون وليس وطنياً وشعبياً، بل مذهبي وخاص”، مؤكداً أن “الوقائع العملية تثبت خلاف ذلك”.