عكس زوار عين التينة أمس أجواء تشاؤمية من إمكان التوصل الى تسوية لحل الازمة السياسية، ونقل هؤلاء عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري «ان هامش التفاوض ضاق جداً وبتنا قريبين من الساعة الصفر».ووسط هذا الجو، دخل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على خط المعالجات، موفداً عضو مجلس الشورى عبد الملك المخلافي الى بري مع رسالة شفهية تعبّر عن قلق الرئيس اليمني «من الاوضاع في لبنان، وحرصه على استقراره، وعلى تعزيز الوحدة الوطنية»، مؤكداً ثقته «بحكمة الرئيس بري في تجاوز هذه الاوضاع، وأن يتجه اللبنانيون الى تعميق الوحدة الوطنية».
وأشار المخلافي الى أنه بحث مع الرئيس بري في إعادة بناء بلدة البرج الشمالي. وأجرى بري اتصالا بالرئيس اليمني شكره خلاله على مؤازرته ودعمه للبنان والجنوب والجنوبيين.
والتقى بري رئيس الكتلة الشعبية النائب إيلي سكاف الذي لفت الى «أن الوضع في البلاد غير طبيعي وهناك مآخذ كثيرة على الحكومة وأدائها»، معتبراً أن «من الطبيعي أن تنزل الناس الى الشارع للاعتراض على هذه السياسة وهذا الأداء»، مؤكداً ان «التغيير آت».
كما استقبل بري رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي قال إنه تداول مع رئيس المجلس «الاقتراحات التي يمكن أن تضع الاكثرية الحاكمة أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه الخرق المتواصل لروح الميثاق ودستورية القرارات التي تتخذها وآخرها إمرار مسودة المحكمة ذات الطابع الدولي من دون مشاركة الطائفة الشيعية الكريمة بأسرها، وتجاهل نداءات رئيس الجمهورية وشريحة لا يستهان بها من المرجعيات السياسية». ونقل الخازن عن بري «قلقه الشديد من مخاطر الاحتقان السائد وسط تقاطع إقليمي ودولي غامض الاهداف، وهو يخشى من أن تأتي التطورات المقبلة على حساب وحدتنا الداخلية بعدما علت أصوات مسؤولين عرب تحذر من احتمال نشوب فتنة داخلية لا نعرف الى أين يمكن ان تقودنا في ظل مشاريع مشبوهة معدة للمنطقة». وقال: «يرى دولته أن هامش التفاوض بات ضيقاً جداً وبتنا قريبين من الساعة الصفر. إلا أن العودة السريعة الى التشاور ليست بمستحيلة شرط توافر النيات الصادقة للبحث عن الحلول والتجاوب مع رغبة المشاركة الفعلية في حكومة وفاق وطني من منطق ميثاقي توافقي يعطي كل ذي حق حقه، وإلا فإن البلد ذاهب الى مواجهة نعرف كيف تبدأ ولا نعرف متى وكيف تنتهي».
واستقبل بري النائب السابق فيصل الداوود ورئيس تيار التوحيد وئام وهاب فالرئيس رشيد الصلح ووزير العدل شارل رزق الذي أكد «أن الأسباب الحقيقية للأزمة التي نحن فيها لا تتصل بالمحكمة الدولية بقدر ما تتجاوزها إلى أمور أخرى تتعلق بالوضع السياسي واقتراب الاستحقاق الرئاسي في لبنان والاستحقاقات الإقليمية، ولا سيما التطور المنتظر في السياسة الأميركية في المنطقة بعد تكليف وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بايكر، الذي قد يدخل مرحلة دبلوماسية جديدة في المنطقة».
(وطنية)