strong>الخطر الوحيد يأتي من اسرائيل وليس من الدول العربية او الاسلاميةاعلن الامين العام للجماعة الاسلامية الشيخ فيصل المولوي عن الصيغة المقترحة لتسوية النزاع حول المقاومة والدولة، ونجح المولوي في افطار الجماعة المركزي بحشد كل الوان الطيف السياسي اللبناني من الاكثرية الى المعارضة مرورا بالقوات اللبنانية وعدد كبير من الوزراء والنواب والشخصيات، وطالب بتشريع المقاومة لتضم كل الطوائف اللبنانية وترعاها الدولة، كما دعا الى اعتماد النموذج السويسري في الاستراتيجية الدفاعية، رافضا الكلام عن خطر يأتي من ايران او سوريا (من دون ان يسميهما) مؤكدا ان الخطر الوحيد يأتي من اسرائيل.
وقال المولوي ان اللبنانيين «متفقون على أن لبنان وطن الجميع، وعلى مسؤوليتهم الحفاظ عليه حراً، عربي الهوية، غير خاضع لكل أنواع الوصايات». وأضاف: «عالج مؤتمر الحوار كثيراً من الخلافات حتى وصل الى موضوع المقاومة، ووقعت الحرب الصهيونية، فأعادت طرح الموضوع بحدة أكبر، وارتفعت الأصوات بالاتهام والتخوين واستدراج الوصايات».
ورأى أن المقاومة «خرجت منتصرة في الحرب الأخيرة، لأنها منعت إسرائيل من تحقيق أهدافها، والثمن الباهظ الذي تحمّله اللبنانيون جميعاً، خصوصاً أبناء الجنوب، جعل البعض يفكرون بأن المقاومة أعطت الذريعة لإسرائيل لشن هذه الحرب، فلا بد من نزع سلاحها أو تسليمه، أو على الأقل عودة قرار الحرب والسلم الى الدولة».وقال: «إن هناك قراراً إسرائيلياً بنزع سلاح المقاومة، وهو كان الهدف المعلن من الحرب، وهناك قرار أميركي معلن وقرار دولي صادر عن مجلس الأمن، يطالب بنزع سلاح المقاومة، لحماية أمن العدو الصهيوني. أما حماية لبنان فهي متروكة للقرارات الدولية التي لا تزال حتى الآن تحمي الاحتلال الصهيوني للجولان والضفة الغربية، فضلاً عن احتلال فلسطين كلها». وأكد أن المقاومة في لبنان «نجحت في طرد الاحتلال من الجنوب، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعناه، فإن العدو لم يبقَ على أرض الجنوب. لكن هذه المقاومة في صيغتها الحاضرة محصورة بإخواننا الشيعة وبحزب الله. ربما ساعد هذا على صمودها وانتصارها. لكنه أدى الى خلل في التوازن الطائفي». وأشار الى أنه «اذا كان المدخل الى الحوار تنفيذ القرار الإسرائيلي الأميركي الدولي، فهو مدخل خاطئ، ومن حق المقاومة أن ترفضه، لكن حين يكون المدخل الى الحوار المحافظة على مبدأ المقاومة، فهو مدخل صحيح يساعد في نجاح الحوار». وقال: «بما أن من حق أي دولة ومن واجبها حماية شعبها من كل عدوان خارجي، وبما أن الولايات المتحدة تمد الجيش الصهيوني علناً بكل ما يساعده على هذه الاعتداءات، نرى أن تعلن الدولة اللبنانية أنها تعتبر المقاومة الشعبية جزءاً من استراتيجيتها الدفاعية الى جانب الجيش النظامي، وفق صيغة تقررها مؤسساتها الدستورية، تحفظ حق الدولة بقرار الحرب والسلم، وتحفظ حق المقاومة في دفاعها عن لبنان».
ودعا الى أن ترعى الدولة المقاومة، «مما يجعلها مفتوحة أمام جميع اللبنانيين، في كل المناطق، أو محصوراً بمنطقة الجنوب، باعتبارها الأكثر تعرضاً للاعتداءات».
ورأى أن «التكامل بين الدولة والمقاومة هو الحل الأفضل للدفاع عن الوطن». وأضاف: «يمكننا اعتماد النموذج السويسري في استراتيجيتنا الدفاعية، اذ يعتبر الجيش السويسري من أقوى وأرقى الجيوش الأوروبية، ويجري تسليم سلاح فردي لكل المواطنين بعد أدائهم الخدمة الإلزامية، ويجري إعادة تأهيلهم سنوياً، فماذا يمنع لبنان من اعتماد هذا النموذج وهو معرّض للاعتداءات الصهيونية في أي وقت ويمكن حصر ذلك في الجنوب على الأقل، وهم من كل الطوائف، ليشكلوا قوة مقاومة يشرف عليها الجيش اللبناني، وتكون مهمتها دفاعية إذا تعرضت المنطقة لأي عدوان».
وختم المولوي بالتأكيد على أن علاقات لبنان بالدول العربية والإسلامية «أساسها الأخوّة، وقد تعترضها إشكالات تصيبها بشيء من التوتر، لكنها لا يمكن أن تنقلب الى عداء. والخطر لا يأتي إلا من العدو الصهيوني، ونرفض كل المحاولات الأميركية الرامية للإيقاع بين لبنان ومحيطه العربي والإسلامي».
(الأخبار)