داني الأمين
«أبو الفكر» لقب محمد العلي من بلدة شقراء، لأنه يبتدع أفكاراً لافتة ولا ولد له. وهو ليس أديباً أو شاعراً، ولم يكمل دراسته الأكاديمية، بل يحاول أن يتجاوز ذلك ليقوم بأعمال تأخذ الطابع الثقافي لغاية في نفسه.
بدأ عمله عام 1981 في الكويت، وكلّف من شركة «نفط الكويت» بإصدار مجلة «أضواء الأحمدي»، وهي مجلة إعلانية لتشهير أفراد الشركة، وتهدف الى الربح المادي. بعد عودته الى شقراء، حاول أن يتابع عمله هذا بابتداع الأفكار التي تعود عليه بالربح المادي، ولكن بما يمتلكه من ذوق فني خاص. فقد بدأ بنحت الحجارة فحوّلها مجسمات صغيرة لقصور البلدة أو أشكالاً من التراث، ليعمد الى بيعها لأصحاب العلاقة.
«أبو الفكر» هو الآن بصدد تأليف موسوعة شاملة من 12 جزءاً تحمل اسم «شقراء درّة جبل عامل، أضواء على الماضي والحاضر». وهذه الموسوعة البسيطة لها طابعها الخاص لأن مؤلّفها يحاول أن يدخل عليها «خليطاً من تاريخ البلدة وتراثها وأعلامها ومغتربيها، إضافة إلى طقوس وعادات وتقاليد البلدة الآيلة الى النسيان». ولم ينس أبو الفكر أن يسلط الضوء على الأطباء والمهندسين والإعلاميين وغيرهم لكي تصبح الموسوعة تعني الكلّ ومحلاً لاجتذابهم جميعاً، وبالتالي حافزاً لشرائها والاحتفاظ بها. كما تتضمّن الموسوعة بعض الحكايات المضحكة والنوادر التراثية التي منها «أن أحد الفلاحين في شقرا باع بقرته التي اشتهرت بأنها تدرّ 20 ليتراً من الحليب يومياً، لكن الذي ابتاعها أعادها الى صاحبها الأول لأنها لم تدرّ عليه الحليب، طالباً منه معالجتها. فعمد هذا الأخير إلى إطعامها العشب ثم حلبها، قائلاً لصاحبها الجديد: أنا بعتك البقرة وليس عشب شقرا».
الموسوعة تحتاج الى وقت طويل لإصدارها كما يقول أبو الفكر، «لست على عجلة من أمري، ولم أعد أفكر بالعائد المالي بقدر ما ستحققه هذه الموسوعة من نجاح وفائدة».