أبدى رئيس الجمهورية اميل لحود قلقه البالغ «من التدهور السياسي الحاصل الذي أفرز احتقانات محدودة في أقل من أسبوع في منطقتي المزرعة والرمل العالي على خلفية حوادث فردية تحولت الى مؤشرات بالغة الدلالة». ونقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن لحود أسفه «للأصداء السلبية التي خلفتها المطالبة بحكومة وحدة وطنية إنقاذية والأبعاد التي أعطيت لها، تارة بربطها بالمحكمة الدولية، وطوراً بمصير رئاسة الجمهورية»، منبهاً الى أن «الحدة التي بلغتها المواجهات السياسية تنذر بشر مستطير».وفي حديث تنشره اليوم صحيفة «الأنباء» الكويتية، دعا لحود الى تطوير تجربة الحوار الوطني «لتقود الى تأليف حكومة وحدة وطنية، يصار داخلها الى طرح كل الخلافات والتباين في وجهات النظر»، معتبراً «أن الحكومة الحالية لم تتمكن من جمع اللبنانيين».
وأشار الى أنه أول من دعا الى إجراء تحقيق دولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري لمعرفة الحقيقة، معتبراً حملة النائب سعد الحريري المستمرة ضده «لها حسابات شخصية (...) وهم يلهون اللبنانيين في معارك ظاهرية، فيما يعملون على الاستيلاء على كل مقدرات البلاد والاستئثار بالسلطة». وقال: «ان الفارق كبير بين الرئيس الشهيد وابنه سعد الحريري الذي يحتاج الى وقت طويل ربما ليصل الى بعض ما وصل اليه والده، فهو تعوزه خصوصاً حنكة الرئيس الشهيد وهيبته وجديته وقدرته على التعامل مع القضايا بموضوعية وواقعية، إضافة الى ما اتصف به الرئيس الحريري من دماثة أخلاق ومعرفة بدقة التركيبة اللبنانية وفرادتها. والمؤسف أيضا أن السيد سعد الحريري يتصرف بكيدية ويتعامل مع الأمور الوطنية من منظار ضيق يدل عن جهل للحياة السياسية اللبنانية وللأصول واللياقات وحسن التصرف». وأكد أن التواصل مستمر بينه وبين قيادة حزب الله، ولا سيما أمينه العام السيد حسن نصر الله الذي «أرى فيه إنساناً شفافاً وغير باطني، وصريحاً ويتمتع بصدقية عالية». وبعدما جدد موقفه المحبذ لأن يخلفه العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية، أكد أن حلفاءه في الحياة السياسية اللبنانية «هم من يعملون لمصلحة لبنان ووحدته وسيادته».
وأكد لحود أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك وأعضاء من فريق عمله «يضغطون على القضاء الفرنسي من أجل عدم الموافقة على طلب لبنان استرداد (الشاهد) محمد زهير الصديق لاعتبارات شخصية يوظفها الرئيس الفرنسي في كل ما يتصل بالعلاقات مع لبنان منذ اغتيال الرئيس الحريري».
(الأخبار)