فاتن الحاج
بدا أمس الجسم التعليمي واحداً في يوم التضامن التربوي الوطني. فقد جمعت قاعة قصر الأونيسكو الإدارة التربوية وأهل القطاعين التعليمييْن الرسمي والخاص وممثلي الدول المانحة المشاركة في إعادة الإعمار.
فهل ستُستجاب صرخة ابن المدرسة الرسمية الطفل الجنوبي عبد الرحمن حوماني (12 سنة) الذي قال أمس: «مدرستي يا أهلي تحولت إلى ملجأ نفترش فيه الصفوف لقضاء أيام مرت كالسنين ونجدها تتهدم. هذا هو حقنا في التعلّم. هذا هو حقنا في العيش بأمان، من دون صاروخ ذكي أو غبي أو صوت رصاص يخترق آذاننا التي فقدت قدرة الاستمتاع بأغاني الفرح». يتساءل: «اليوم نفتتح السنة الدراسية الجديدة في أحوال جديدة ولكن هل القلوب والعقول تستطيع الانطلاق كما كانت من قبل؟ إنّ ما حصل ليس من السهل نسيانه....».
لعلّ دعوة ابنة المدرسة الخاصة الطفلة فاطمة الصغير إلى رفع شعار المحبة والتضامن والوحدة استرقت سمع وزير التربية فاستهل كلمته بالقول: «كما سمعتم لقد دعا أطفالنا إلى المحبة والتضامن الوطني، فهل يستجيب كبارنا إلى أطفالنا؟»
انطلق اليوم التضامني تحت شعار «معاً نربّي... معاً يبقى الوطن». فأكد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني «أنّ مسيرة التربية لن تعطل، كما لن نسمح بضربها أو تحويرها عن مسارها». وقال: «لقد نجحنا في الاستجابة للتحدي الذي قطعناه حين أعلنّا 9 تشرين الأول موعداً لبداية السنة الدراسية، فأعمال الإصلاح والترميم وتوفير البدائل للأبنية المدرسية المدمرة في معظم البلدات والقرى جارية على قدم وساق لكي تتمكن المدارس الرسمية من استقبال التلامذة في السادس عشر من الجاري». وشدّد قباني على «أننا نرفض تحويل مؤسساتنا التربوية إلى ساحات للصراعات التي تتحكم فيها الغرائز والعصبيات بل نريدها مساحات للحرية والحوار الهادئ الذي يؤسس لدولة القانون والتربية على المواطنية».
من جهتها، دعت النائب بهية الحريري إلى أن يجسد اليوم التربوي درساً في الوطنية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ورأت «أنّ مسؤوليتنا تكتمل عبر العمل الاستثنائي لتوفير سنة دراسية مستقرة ترقى إلى مستوى البطولات التي جسّدها اللبنانيون أيام العدوان في المواجهة والتضامن».
وفيما تعهّد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنّا غريب بأن يبقى القطاع التربوي موحداً خدمة لأهداف اليوم التضامني، ناشد تعزيز التضامن داخل المؤسسات التعليمية وإيجاد حالة من الطمأنينة لدى الأساتذة والطلاب. غريب ركز على توفير التمويل لصناديق المدارس الرسمية ومجالس الأهل «لأنّ آخر ما نريده مدرسة فقيرة غير قادرة على توفير الحد الأدنى من المستلزمات الضرورية لسير الدراسة».
أما نقيب المعلمين نعمة محفوض فجدد التأكيد أنّ الكارثة أصابت الجميع، «فهناك العديد من المدارس الخاصة المتعثّرة أصلاً وزادت الحرب من حدة أزمتها، وهناك المدارس المجانية وبعض طلاب المدارس الخاصة الذين ينتظرون من الدولة النظر في أوضاعهم». محفوض أوضح «أننا في النقابة لنا مصلحة في مساعدة المؤسسات الخاصة التي أقفلت أبوابها لاستمرار فرص عملنا».
وتوقف منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت عند مشروع البطاقة التربوية التي تكرّس، كما قال، حق المواطن في اكتساب العلم في المؤسسة التي يختارها وبالتالي تكريس حقه في الخيار والاختلاف. تابت طالب بإيجاد اتحاد سريع للمشروع.
أمّا السفير الإيراني محمد رضا شيباني فوزّع لائحة بالمدارس التي تكفّلت بها الحكومة الإيرانية والتي تصل إلى 75 مدرسة في بيروت والبقاع، وقد أنجز منها 41 مدرسة. وتراوحت درجة التضرّر بين 10% و100%. وتخلل اليوم التربوي قصيدة لرئيس مدارس العرفان سامي أبو المنى بعنوان «وحدة وسلام» وأنشودة «يا رب بارك لبنان» أدّتها مدارس الاتحاد، إضافة إلى عرض فنّي أحْيته فرقة «تراثنا» من زبدين جبيل، ودعاء وُزّع في المناسبة على جميع المدارس.