strong>عاد الجيش التركي أمس إلى لبنان بعد مرور ثمانية وثمانين عاماً على رحيله، وسط استمرار المعارضة الأرمنية اللبنانية على مجيئه. وفي الأسبوع المقبل، ستنضمّ الطلائع الأندونيسيّة إلى قوات «اليونيفيل» بعدما عقدت صفقة مع شركة «رينو» الفرنسيّة لتأمين نقلها إلى لبنانوصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي ظهر أمس طائرة عسكرية تركية على متنها سبعة ضباط وسيارتا جيب للانضمام الى القوات الدولية. وهؤلاء الضباط هم من فوج هندسة مؤلف من 270 شخصاً، سيتمركزون بالقرب من مدينة صور. ويتوقع أن ينتشروا في 20 تشرين الأول، بحسب السفارة التركية في بيروت. وستنشر أنقرة ما مجموعه نحو 700 جندي، بمن فيهم البحارة، في إطار اليونيفيل المعززة.
وكان البرلمان التركي قد أعطى الضوء الأخضر في الخامس من أيلول لمشاركة تركية في اليونيفيل. من ناحية ثانية، ستنشر البحرية التركية سفينة حربية وطرادين وباخرتين في اطار اليونيفيل البحرية تحت القيادة الألمانية، التي تهدف الى منع تهريب أسلحة الى لبنان. وبهذه المساهمة، تستعيد تركيا ماضيها بالعودة الى لبنان الذي كان تحت سيطرة السلطنة العثمانية سابقاً، والذي غادرته آخر قوات تركية عام 1918 إثر الحرب العالمية الأولى. وكانت الأحزاب الأرمنية في لبنان قد عارضت مشاركة قوات تركية ضمن القوات الدولية. ويتهم الأرمن في العالم تركيا بارتكاب مجزرة ضدهم عام 1915 من القرن الماضي.
وعلى صعيد المشاركة الأندونيسيّة، قال سجفري صيام الدين الأمين العام لوزارة الدفاع الأندونيسية أمس إن طليعة قوامها 125 جندياً أندونيسياً ستتجه الى لبنان أوائل الأسبوع المقبل للانضمام لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان. وقال صيام الدين للصحافيّين إن هذه المجموعة ستغادر البلاد في 17 تشرين الأول، فيما تغادر المجموعة الرئيسية المكونة من 725 جندياً بعد يوم أو اثنين من عيد الفطر الذي يحل في 24 الشهر الجاري في أندونيسيا.
ومضى يقول «سيبدأ شحن المركبات مباشرة الى لبنان بنهاية الشهر الجاري». وكان من المقرر أن تغادر القوات الأندونيسية نهاية الشهر الماضي، لكن أرجئ إرسالها بسبب الازدحام على الأرض. واعترضت إسرائيل في البداية على حضور جنود لحفظ السلام من دول لا تعترف بالدولة اليهودية، لكنها خففت من حدة موقفها في ما بعد. وليست هناك علاقات دبلوماسية بين أندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وإسرائيل.
ووقّعت وزارة الدفاع الأندونيسية اتفاقاً في مقر وزارة الدفاع الأندونيسية قيمته 287 مليار روبية (30 مليون دولار) مع شركة رينو الفرنسية للشاحنات، أمس الثلاثاء، لتوفير 32 حاملة جنود مدرعة وسيارات إسعاف لتستخدمها القوات الأندونيسية في لبنان. واتفق الجانبان على سعر 500 ألف يورو للعربة المدرعة، وهو سعر أقل من السعر الذي عرض في البداية وهو 700 ألف يورو. وحسب الاتفاق ستشتري الحكومة الاندونيسية 24 ناقلة جند مدرعة، ثمن الواحدة 546 ألف يورو، وعربتي قيادة ثمن الواحدة 549 ألف يورو، وست عربات إسعاف ثمن الواحدة 498 ألف يورو. يشار الى أن أندونيسيا ستشارك بحوالى ألف جندي في قوات اليونيفيل التي ستراقب تنفيذ بنود القرار 1701.
من جهة ثانية، بدأت طليعة القوة التركية المشاركة في اليونيفيل بالوصول الى بيروت تمهيداً لانتشارها في جنوب نهر الليطاني رغم معارضة الطوائف الأرمنية اللبنانية لمجيئها.
ميدانياً، باشرت صباح أمس قوة من فوج الهندسة في الجيش الروسي، بناء جسر عين عرب في النبطية الذي دمر أثناء العدوان الاسرائيلي. وقد وصلت إلى المنطقة 40 شاحنة عسكرية روسية تقل معدات لبناء الجسر الذي تستغرق إعادة بنائه مدة أسبوع. وكانت قوة من جنود الجيش الروسي، قد استطلعت المنطقة بحثاً عن الألغام، وقامت بتمشيطها، مستخدمة آلات لكشف الألغام، وذلك قبل البدء بإنشاء جسر عين عرب.
(وطنية، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)