strong>بري: لا يحاولنّ أحد أن يلعب ضمن إطار «اليونيفيل» ويحوّلها عن مهماتها الحقيقيةأعلن رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أن سبب مجيئه الى لبنان هو لتقديم دعم الحكومة الايطالية الى الرئيس فؤاد السنيورة، وللعمل على «إعادة إعمار لبنان مادياً وسياسياً»، والبحث في ما يمكن القيام به لإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى «حزب الله» وايجاد «شيء ما» بخصوص مزارع شبعا، معتبراً أن استقرار لبنان هو الأمر الأساسي للتوصل الى استقرار المنطقة. فيما رحب السنيورة ببرودي «الصديق عند الضيق» موضحاً أن المحادثات بينهما تناولت ما تستطيع ايطاليا فعله لتنفيذ القرار 1701 ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها لبنان، وما ستقدمه من مساعدات سياسية واقتصادية وديبلوماسية وعسكرية، لافتاً الى أن قضية الجنديين الإسرائيليين موكلة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
وكان برودي والسنيورة قد عقدا خلوة في السرايا الكبيرة صباح أمس استمرت نصف ساعة قبل ان تبدأ المحادثات الموسعة التي شارك فيها من الجانب اللبناني نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ووزير الخارجية فوزي صلوخ وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، وعن الجانب الايطالي وزير الدفاع أرتورو باريزي وعدد من المستشارين.
وعقد الرئيسان السنيورة وبرودي بعد الاجتماع مؤتمراً صحافياً مشتركاً عبّر الأول في مستهله عن تقدير لبنان للدور الذي لعبه نظيره الإيطالي من أجل دعم لبنان ووضع حد للعدوان الإسرائيلي عليه وصياغة القرار 1701، والمبادرة الى اتخاذ قرار بمشاركة ايطاليا الواسعة في «اليونيفيل»، واصفاً إياه بـ«الصديق عند الضيقأما الرئيس برودي فقال إنه جرى بحث في «برنامج الغد ولا سيما فيما يتعلق بمسألة إعادة إعمار البلاد، وذلك لا يعني فقط من الناحية المادية بل أيضاً من الناحية السياسية أي إعادة إعمار لبنان سياسياً. وهذا هو سبب مجيئي إلى لبنان لكي أقدم دعم الحكومة الإيطالية إلى الرئيس السنيورة لأنه أظهر عن حق قيادة قوية في أحد الأوقات الأكثر صعوبة التي عرفها لبنان، وقام بعمل كبير ومميز في هذا النزاع الأخير ويجب أن نعمل الآن على المرحلة التالية، أي إعادة الإعمار وتعزيز المؤسسات، واستقرار لبنان هو الأمر الأساسي للتوصل إلى استقرار المنطقة بأكملها. وقد بحثنا أيضاً مسألة الأسيرين الإسرائيليين وما يمكن القيام به من أجل التوصل إلى إطلاق سراحهما والتقدم الحاصل في هذا المجال».
سئل برودي: كيف سترغمون إسرائيل على تطبيق القرار 1701؟ أجاب: أعتقد أننا حصلنا الآن على بعض النتائج وعلينا أن نستمر في هذه العملية لإكمال عملية الانسحاب، وهذا يدخل في إطار مهمة «اليونيفيل» التي تقول إن على الجميع احترام القرار 1701، وليس فقط على إسرائيل بل الجميع (...). وأعتقد أن الصورة أفضل الآن بالنسبة إلى إسرائيل مما كانت عليه من قبل. من الواضح أيضاً أنه لن يكون هنالك سلام مستقر من دون حل المشكلة بين فلسطين وإسرائيل وهذا أمر آخر».
وسئل برودي: هل تقوم إيطاليا بأي وساطة في مسألة الأسيرين الإسرائيليين؟ أجاب: إنها مسألة مهمة ويجب حلها للوصول إلى الاستقرار. وإن وصلنا أي طلب في هذا الشأن فسندرسه.
ورداً على سؤال عما اذا كانت المباحثات قد تناولت المساعدات الايطالية للجيش اللبناني قال السنيورة «لقد بحثنا في عدد من الأمور التي تختص بالمساعدات، بما في ذلك مساعدات للجيش اللبناني عن طريق التدريب وبعض المعدات.
أضاف: «أما بخصوص موضوع الأسيرين الإسرائيليين، فهذه المسالة بين أيدي الأمين العام وعند وجود أمر يجب أن نتدخل فيه فإن الحكومة اللبنانية مستعدة لذلك». وزار الرئيس برودي والوفد المرافق له رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وعرض معه على مدى اكثر من ساعة التطورات الراهنة ومهمة قوات «اليونيفيل». وتحدث بري إلى الصحافيين بعد وداع ضيفه الإيطالي حتى مدخل مقر رئيس البرلمان منوهاً بما فعلته ايطاليا لمساعدة لبنان على كل الصعد منذ عام 1983 فقال: «عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، أتت نتائج هذه الحرب لتعكس انه لا يمكن أي قوة وخصوصاً القوة الاسرائيلية أن تدّعي انها تضمن السلام لشعبها. السلام لا يضمنه الا السلام بين شعوب المنطقة ككل. اذاً هذه فرصة نادرة وحقيقية للعودة الى مفاوضات السلام، وبالتالي البحث في الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين او الجولان او لبقية الاراضي في لبنان. إن حلاً سلمياً في المنطقة الآن هو المجال الحيوي الوحيد الذي يمكن ان يحل المشاكل في كل المنطقة، وأيضاً يقضي على ما يسمونه هم الإرهاب». وسئل عن دور قوات اليونيفيل في الجنوب، فأجاب: «ليس هناك من مشكلة على الإطلاق. القرار 1701 واضح، ودور الجيش اللبناني واضح، نحن نسمع كل يوم موقفاً، واليوم (أمس) بالتحديد هناك موقف من قيادة الجيش، نحن نؤيد هذا الامر تأييداً مطلقا، ولا يحاولنّ أحد ان يلعب ضمن إطار «اليونيفل» وتحويلها عن مهماتها الحقيقية».
وعن موضوع تبادل الاسرى قال الرئيس بري إن الرئيس برودي أثار هذا الموضوع، وأخبرته أنه لا بد من ان يخضع لمفاوضات غير مباشرة مع الاخوة في «حزب الله».
وتوجه برودي بعد ذلك الى تبنين حيث تفقّد الكتيبة الايطالية العاملة ضمن القوة الدولية في الجنوب التي يبلغ عدد أفرادها حالياً ألف عنصر على أن تنضم اليهم قريباً كتيبة ثانية بحيث يصبح مجموع القوات الإيطالية العاملة في الجنوب 2500 جندي مما يجعلها أكبر مساهم في هذه القوات. وتفقّد برودي يرافقه السنيورة حاملة الطائرات الايطالية «غاريبا لدي» الراسية على الشاطئ اللبناني، قبل ان يفتتح المبنى الجديد للسفارة الإيطالية في بعبدا.
وغروب أمس حضر رئيس الوزراء الإيطالي مأدبة إفطار أقامها الرئيس السنيورة على شرفه في السرايا، ثم زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري يرافقه نجله النائب سعد الحريري، غادر بعدها بيروت عائداً الى بلاده.
(الأخبار, وطنية)