النبطية ــ كارولين صباح
لم يعرف الجنوبيون الأمان منذ عودتهم إلى قراهم بعد العدوان الأخير، فمشكلة القنابل العنقودية التي خلفها العدو ما زالت تقضّ مضاجعهم، وخصوصاً المزارعين منهم الذين خسروا معظم مواسمهم الزراعية الموسمية، وأهمها الزيتون الذي يقترب موعد قطافه، لكن الخطر الذي يواجههم يجعلهم يتحسرون على موسمهم الذي سيبقى هذه السنة من دون قطاف.
زوطر الغربية، احدى قرى قضاء النبطية التي يعتمد العدد الاكبر من سكانها أساساً على الزراعات الموسمية ومنها التبغ والزيتون، تعاني مشكلة جدية هذا الموسم.
«ضربت المواسم هذه السنة، التبغ خلال العدوان، والزيتون يستحيل قطافه الآن، وخاصة أن القنابل العنقودية منتشرة بشكل مخيف في الكروم»، يقول مختار البلدة محمود درويش، ويضيف «خسائر الزيتون هذا الموسم كبيرة جداً، فما لم تحرقه القنابل الفوسفورية خلال العدوان زرع بالقنابل العنقودية».
وناشد المختار المعنيين «مضاعفة الجهد لحل هذه المشكلة نظراً لأهمية هذا الموسم بالنسبة للمزارعين، لكون موسم الزيتون لا ينتج إلا كل عامين، وكان هذا العام موعد القطاف الكثير». أما الأمر المستغرب، يقول المختار: «فهو أن وزارة الزراعة لم تسأل حتى الآن عن احوال المزارعين ومطالبهم، ولم تكلّف خبراء الاطلاع على حجم الأضرار اللاحقة بالمواسم الزراعية».
الحاج احمد ياغي صاحب كرم للزيتون يقول: «أحرق العدو القسم الاكبر من اشجار الزيتون، أما الباقي فلن أستطيع قطافه لوجود القنابل العنقودية، ولم تنظف المنطقة بعد، لذلك لا مؤونة هذه السنة».
وينتقد ياغي إهمال الدولة فيقول: «النهر حاملنا والعطش قاتلنا. زوطر الغربية تقع على كتف نهر الليطاني وهي تعاني نقصاً في المياه، ولا نستطيع إلا زراعة بعض الأصناف المحدودة التي لا تحتاج إلى الري». ويضيف: «اهتمّت الدولة بالجسور والطرقات وتكاد تنسى أن معظم ابناء الجنوب مزارعون ويحتاجون إلى الدعم».
يُذكر أن زوطر الغربية، وجاراتها زوطر الشرقية ويحمر وأرنون، هي من القرى المنكوبة، إن بسبب التدمير الشامل أو بسبب القنابل العنقودية التي تتطلب إزالتها وقتاً وجهداً. والناس ما زالوا ينتظرون دولتهم للقيام بواجبها، ويتمنون لو أن احدى الدول العربية تبنّت قضية قراهم لإعادة إعمارها أسرع.