وفيق قانصوه
رعد يمهل «الأكثرية المفلسة» أسبوعاً للاتفاق على حكومة الوحدة «جولة اللمسات الأخيرة». هكذا يمكن تلخيص الزيارات التي قام بها أمس وفد قيادي من «حزب الله» للعماد ميشال عون والرئيس عمر كرامي والوزير السابق سليمان فرنجية، على أن تليها اليوم زيارات الى عدد من القادة والأحزاب

أبلغ «الأخبار» أحد أعضاء الوفد الذي ضم رئيس «كتلة الوفاءللمقاومة» محمد رعد والنائب علي عمار وعضو المكتب السياسي في «الحزب» غالب أبو زينب إن الجولة «هدفت الى التنسيق مع الحلفاء ووضعهم في أجواء المشاورات التي يجريها «حزب الله» مع كل الأطراف، لنكون على طاولة التشاور معبّرين عن التحالف السياسي الذي ننتمي اليه، كما إنها هدفت الى البحث في الإجراءات المطلوبة للتحرك وممارسة الحق الديموقراطيإذا لم يلق مطلب حكومة الوحدة الوطنية استجابة من الطرف الآخر»، مشدداً على أن «الحزب سيكون في حل من كل التزاماته في حال فشل طاولة التشاور، وسيعمل جاهداً من أجل التغيير، لأن الأمور لا يمكن أن تترك على ما هي عليه، وكل الاحتمالات مفتوحة». وأكد «اننا والحلفاء متفاهمون على كل الأمور الى أقصى الحدود، وخصوصاً بعد التحايل الفاضح الذي تمارسه الأكثرية الوهمية على الدعوة الى التشاور، وبعد تجلي عجز الحكومة عير المؤهلة لإدارة البلادووصف القيادي في «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، زيارة الوفد لعون بأنها «لقاء تشاوري بين أصحاب القرار اللبنانيين، بما أن اليوم كان مفترضاً أن يكون يوم التشاور الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وخصوصاً أن بقية الأطراف التي تتنقل بين العواصم الأجنبية لم يسمح لها وقتها بالالتقاء في بيروت للبحث في إيجاد حلول للمشاكل الكثيرة». وأضاف: «نحن في التشاور المكثف نحاول ملء الفراغ الذي سببوه، والتأسيس لاطمئنان حقيقي ضروري للمرحلة الحالية واللاحقة». وأكد باسيل أن «التيار» و«الحزب» مصران على التغيير. و«يبحثان كل الأطر والظروف الموضوعية التي تأخذنا إلى مرحلة تكوين الدولة وبنائها على أسس سليمة».
جولة الوفد التي بدأت في الرابية أكّد رعد إثر محطتها الأولى أن «الحل الوحيد للخروج من المأزق هو تشكيل حكومة وحدة وطنية»، مؤكداً أن المعارضة «ستلجأ إلى كل الخطوات الديموقراطية المتاحة لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك الانسحاب من الحكومة». وأعرب عن تفهمه «لهجة التصعيد والتهديد من قبل الفريق الحاكم، لأنه وصل إلى مرحلة الإفلاس السياسي».
ومن الرابية توجه الوفد الى طرابلس للقاء الرئيس عمر كرامي، وجرى بحث على مدى ساعة في الأوضاع السياسية. وأكد النائب رعد إثر اللقاء «اننا والرئيس كرامي متوافقون في النهج والرؤية والموقف، سواء بالنسبة الى ما يتعرض له لبنان من مخاطر، أو بالنسبة الى الأوضاع الداخلية والأعباء التي ينبغي أن ننهض بها عبر حكومة وحدة وطنية». وعن تأجيل موعد انعقاد طاولة التشاور، قال: «موقف فريق الأكثرية أضاع أسبوعاً من المهلة المقررة، وبقي علينا أن ننتظر الأسبوع الباقي، ونحن منفتحون على الحوار من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق عليها»، لافتاً الى أن «المقدمات التي تهيئ لقرار من هذا المستوى لا تحتاج الى كثير من التشاور، بل هي في حاجة الى عزم وقرار من الفريق الآخر».
وعن الحديث عن النزول الى الشارع في حال عدم التوافق على التشاور أو فشل المتشاورين، قال رعد: «نحرص على ممارسة كل الأساليب الديموقراطية والقانونية للتعبير عن موقفنا». ورأى أن لقاء السيد حسن نصر الله والسفير السعودي عبد العزيز الخوجة «يبشر بمرحلة نستطيع فيها أن نتفاهم عن قرب، وأن نقدم رؤيتنا لمن له تأثير في هذا البلد». وعمّا إذا كان للقاء تأثير على الأكثرية، قال: «هذا الأمر متوقف على الطرف الآخر».
الرئيس كرامي من جهته، رأى أن «الأساس هو قيام حكومة وحدة وطنية وهذا أمر محسوم، وأتصور أن هذا البند الأول على أعمال الجلسة التشاورية، وإن شاء الله يكون هناك اتفاق على هذا الموضوع، ما يفتح الباب أمام حلحلة كل الأمور الأخرى». وعما إذا كان تحرك سريع سيلي جولة وفد «حزب الله»، قال: «ان الظرف دقيق جداً والتشاور واجب، وفي الأسبوع المقبل ستعقد جلسة تشاورية، وفي ضوئها تتخذ القرارات». وعن التخوف من أعمال شغب في حال اللجوء الى الشارع، قال: «هناك تهويل كبير، ومن جانبنا سنستعمل كل الوسائل الديموقراطية السلمية لتحقيق الهدف الأساس الذي هو حكومة اتحاد وطني، لأن الحكومة الحالية لم تعد قادرة على معالجة الأمور الأساسية والمستعصية، والمكابرة من أجل الاستئثار بالسلطة وبالمنافع وبالمغانم وبالمراكز وبكل مفاصل الدولة لم يجدِ نفعاً، لأن لبنان لا يحكم بهذه الطريقة التي تؤدي الى الخراب والانهيار. ونحن مسؤولون كما هم مسؤولون عن سلامة هذا الوطن. كل الوسائل الديموقراطية ستستعمل، وهذا قرار محسوم».
ومن طرابلس الى بنشعي حيث التقى الوفد فرنجية، وأكد رعد «اننا والوزير فرنجية نفكّر برؤية واحدة ونقرأ في كتاب واحد».
وحول اتهام الأكثرية «حزب الله» بالتحضير لانقلاب سياسي، أجاب: «من يشيعون ذلك يستدرجون الوصايات الأجنبية ويطعنون في تحالفاتنا، ونحن متمسكون بخياراتنا وبثوابتنا الوطنية». وعن إمكان تطعيم الحكومة الحالية، قال إن «حكومة الاتحاد هي التي تحمل تركيبتها ما يضمن عدم الخروج على الثوابت الوطنية».