مسيحيو البلاط
  • وسام اللحام

    كالمهرج في بلاط السلطان، يختال مسيحيو الأكثرية المزعومة بين القصور، فيظهرون على الشاشات ووجههم مفعمٌ بالحبور. فنراهم يذهبون لتقديم فروض الطاعة لأمير البلاد، السامي الاحترام، في قصره في عاصمة المشيخة، أي في قريطم السعيدة. وعندما يكون مولاهم الشيخ منهمكاً جداً في إدارة شؤون الحكم، يقوم بإرسالهم الى الباب العالي (السرايا الكبيرة) لكي يتلقوا النعم الشاهانية من الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) المبجّل، وذلك لقاء الخدمات الجليلة التي يسدونها الى حكومة حضرة سيدهم الأمير صاحب الشوكة الملوكانية، عزّ نصره، ودام ظله على هذه الأرض. وبعض المسيحيين الأذكياء، من الذين يريدون أن ينالوا فعلاً الحظوة العظيمة الشأن عند أرباب الحكم في لبنان، يتوجهون الى قصر البيك الذي يتوّج أعالي إقطاعية الشوف، فينتظرون سيد القصر الموقّر ليخلع عليهم الألقاب والنعوت، ويكلّفهم بمهاجمة ما تبقى من رئاسة الجمهورية، وذلك لكي يحققوا حلمهم الأزلي، ألا وهو الوصول الى قصر بعبدا بأي ثمن، ولو بصفة مهرج للجمهورية.

    ريف دمشق

  • جوزف حداد

    «المضحك ـ المبكي» في هذه الأيام التعيسة، أن نسمع كلمة «ريف دمشق» تتردد على لسان السيد سعد الدين الحريري، وخاصة في إفطاراته الرمضانية التلفزيونية، والمعدة سلفاً على طريقة «طعمي التمّ بتستحي العين».
    يعرف طبعاً السيد سعد الدين الحريري أن والده الرئيس الراحل كان حليفاً وصديقاً لـ «ريف دمشق» وبالتنسيق معها صار رئيساً لحكومات متتالية، وفي «ريف دمشق» كان والده الراحل يعقد صفقات نهب خيرات هذا البلد. وفي «ريف دمشق» كان يمضي والده أغلب «الويك إند»، ولبعض حكام «ريف دمشق» فرش والده الراحل السجاد الأحمر وقدم لهم مفتاح بيروت.
    أيها السعد القادم إلينا من سلالة المشايخ السعوديين ننصحك أن تعمل بالقول الكريم:
    «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا».

    التغيير والإصلاح

  • جو شبلي

    شارع الجنرال يقابله الشارع العريض. طريق الجديدة تقابلها طريق الشام. شوارع كليمنصو فوش والحمرا، تقابلها معوض، بيضون ومدام كوري. الرملة البيضاء مقابل الرمل العالي، والرميلة بالوكالة تتحدى إعادة فتح أبواب سجن الرمل الذي يتسع لكل من يعارضها.
    مفتاح بيروت الذي قدمه الرفيق لا يصلح لفك غال بوابة دمشق، ناهيك عن ساحة الشهداء مقابل ساحة رياض الصلح، وحكومة تلاقي الساحات العاجزة عن إعادة إعمار الجسور لربط حركة المواصلات.
    الحرية باتت ضائعة في شوارع الوطن، طرقه، وساحاته. احتجزتها الأكثرية المذعورة التي لا تقبل حق التظاهر السلمي الذي يحميه القانون والدستور في بلد يدّعون هم بأنه ديموقراطي.
    تلك الأكثرية تتهم صانع القانون الذي أوصلها إلى المجلس النيابي، ريف دمشق، إعطاء أوامره إلى الداخل. الأكثرية نفسها وبفضل الحلف الرباعي انتفخت.
    المساعدات المالية لإعادة الإعمار مرهونة ببقاء القبطان الحريري وبحارته. باريس ـ 3 في خبر كان.
    تصديقاً على ما هو معروف. جاء على لسان رئيس أكبر دولة في العالم «ادعموا السنيورة وإلا...».
    الأكثرية ستكون في الشارع بكل جهوزيتها، مدعومة من كل حدب وصوب.
    الأكثرية غير قادرة على الحكم وتطبيق البيان الوزاري الذي نالت الثقة على أساسه. وهي باقية على رغم سقوط الحلف الرباعي الذي أوصلها إلى السلطة. وعن المشاركة وتصحيح الحكم. هنا جوهر الموضوع. التغيير والإصلاح في وطن الرسالة ممنوع لمصلحة الإبقاء على مغارة التجار واللصوص.