بيسان طي
“لماذا أتينا؟ لأن الجنرال دعانا”. لا لزوم لكثير من الشرح. بهذه الجملة أجاب كثيرون أتوا أمس لحضور لقاء النائب العماد ميشال عون كوادر التيار الوطني الحر في قصر المؤتمرات في الضبية.
“الجنرال” هي كلمة السر. ففي حين توقع المسؤولون عن التنظيم أن يصل عدد الحضور إلى 1500، يبدو من متابعة حركة الوافدين أنهم أكثر من ذلك.
اللقاء حُدد عند السادسة، لكن كثراً بدأوا بالتوافد منذ الثالثة والنصف، هم الكوادر من أعضاء الهيئة التأسيسية والتنفيذية ومنسقي الأقضية والقرى واللجان. دعاهم الجنرال فلبّوا. وأظهروا انضباطاً كبيراً على رغم عددهم الكبير، انضباطاً «عسكرياً» إذا صحّ التعبير. الكل يلتزم تعليمات المنظمين من دون مناقشة، الكل يتخلى عن الهاتف الخلوي وينتظر أن تكتمل مجموعته ليدخل قاعة اللقاء، مندوبو بعض قرى الشمال مثلاً وصلوا قبل ساعات وآثروا الخروج مبكراً من قراهم حتى لا يصلوا متأخرين «ولو دقائق». انضباط تعكسه تصرفات أعضاء لجنة التنسيق، فالمولجون عملية تفتيش الداخلين يقومون بها بدقة.
قال مندوبون إن في البرنامج جلسة مغلقة لمناقشة أمور سياسية وتنظيمية «تخص التيار». فهذا اللقاء هو الأول مع الكوادر منذ إعلان التيار حزباً في أيار الماضي. قالوا إنه للنقاش، لكن من يتجول بينهم يلحظ إيماناً كبيراً بالعماد وبكل ما يقرره، “إنه الجنرال ونحن معه”، كان يجيب من نسألهم. والأوضح ما قالته مندوبة من عكار: «نحبه كما هو ونثق به أياً كانت قراراته».
قد يختلف المؤيدون في تفسيراتهم لهذه القرارات، لكنهم لا يختلفون في تأييدها، فوثيقة التفاهم مع حزب الله بحسب المندوبة العكارية ضرورة للتحالف مع طرف لبناني من أجل الوحدة الوطنية «ولو تحالف مع المستقبل أو القوات اللبنانية نحن معه»، أما رنا ابراهيم فترى فيه «ضمانة للمسيحيين، الجنرال والسيد حسن نصر الله يعملان من أجل مصلحة اللبنانيين لا مصالحهما الخاصة كما الآخرون». وتشرح ربى منصور بأن الوثيقة تبين أن حزب الله ليس متطرفاً «لأن المتطرف لا يقبل بطروحات علمانية».
لماذا يحبونه إلى هذا الحد؟ تبدو الإجابة عن السؤال بعيدة عن الإيديولوجيات لتقترب من «السلوكيات» فهو «صادق وصريح ويحارب الفساد».
على أي حال لم يكن اللقاء مناسبة ليؤكد مندوبو التيار حبهم للجنرال «فهذا الحب برهنّا عنه منذ سنوات طويلة»، يردد من دون أن يلتفت إلينا رجل خمسيني كان مهتماً بمراقبة الباب الرئيس ليرى الجنرال: «أريد أن أكحّل عيني مرة جديدة برؤيته»
ليس حب الجنرال ما كان يشغل الحاضرين بل «الرد على القائلين بأن شعبية التيار تناقصت»، ففي محيط قصر المؤتمرات الذي لبس حلة برتقالية كانت أحاديث عن «الشعبية التي تتزايد عكس ما يقال»، كانوا ينظرون إلى المتجمعين ويرددون «إن كان المندوبون بهذا العدد فكيف سيكون الحال لو دُعي كل المؤيدين؟» تبتسم ربى وترد: «لم تكن لتتسع لنا كل القاعات، ولا حتى ساحة الشهداء».