القاهرة ـــ خالد محمود رمضان عمان ـــ "الأخبار"
أكدت مصادر مصرية رسمية لـ"الأخبار" أن الرئيس المصري حسني مبارك حث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال استقباله إيّاه في القصر الرئاسي على تسوية المشاكل العالقة مع سوريا فى إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية.
وكان السنيورة قام أمس بزيارة قصيرة للقاهرة حيث أجرى محادثات مع مبارك تركزت على الوضع في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية ـــ السورية، وأعقبت اللقاء ترويقة عمل.
وقال مصدر مصري مأذون لـ( الأخبار) "إن السنيورة أطلع مبارك على نيته زيارة العاصمة السورية دمشق لفتح حوار حول هذه المشكلات". وأكد المصدر" أن مصر تبارك أي خطوة على طريق تعزيز العلاقات السورية اللبنانية لأنها تصب فى خانة دعم المصالح العربية المشتركة بصفة عامة".
وانتهز السنيورة المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب محادثاته التي دامت أكثر من ساعة ونصف ساعة مع الرئيس مبارك لكي يؤكد مجدداً أن حكومته باقية ما دامت تحظى بثقة مجلس النواب، رافضاً الدعوة التي وجهها أخيراً "حزب الله" إلى رحيلها. ورأى أن "الحديث عن اتفاق الطائف يحتاج إلى توضيح" لافتاً إلى أن "اتفاق الطائف يقول إن الحكومة الأولى تكون حكومة وفاق وطني وإن حكومة الاتحاد الوطني تأتي تتويجاً لخطوات تؤخذ".
وعن انتقادات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله للحكومة وخصوصاً دعوتها لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير لزيارة بيروت قال السنيورة "أنا حريص على عدم الانزلاق إلى منزلقات وعبارات غير مفيدة". أضاف: "أنا أؤمن حتى العظم بالممارسة الديموقراطية ضمن ما تحدده القوانين وحريص على حقهم في التعبير عن رأيهم. الانتقاد شيء ديموقراطي ولكنني حريص على ألا أنزلق إلى منزلقات وعبارات غير مفيدة". مؤكداً حرصه على "الانفتاح على العالم ككل، نحاول أن نستفيد من كل ما يعزز قضيتنا وهي تحرير البلد وإزالة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة بناء لبنان ووضع سياسة خارجية واضحة له وإقامة علاقات جيدة مع كل العالم العربي بما في ذلك سورياً".
ولفت إلى أن الجيش اللبناني سيمنع أي مظاهر مسلحة في منطقة جنوبي الليطاني. لكنه تجاهل الإشارة بشكل صريح إلى سلاح "حزب الله". وقال "إن الذين حاربوا إسرائيل نكن لهم كل الاحترام لأنهم ناضلوا وحققوا بطولات ولكننا نريد أن تكون المنطقة جنوبي الليطاني تحت سيطرة الجيش اللبناني". مؤكداً "أن الجيش الذي سينتشر في هذه المنطقة عندما يرى مظاهر مسلحة سيمنعها ويصادر السلاح الذي يراه".
وفي رد غير مباشر كذلك على نصر الله الذي اتهم بعض القوى اللبنانية بأنها "طعنت المقاومة في الظهر" أثناء الحرب شدد السنيورة على أن "كل واحد يقول رأيه (...) ونحن نقول رأينا وكما أن هناك مقاتلين صمدوا في ساحة المعركة فإن هناك لبنانيين صمدوا واحتضن بعضهم بعضاً والمعركة الديبلوماسية (لوقف الحرب) لم تقل قساوة وشدة عن قساوة المعركة" على الأرض .
وأكد عدم وجود تواصل ولا إمكان تواصل على الإطلاق بين لبنان وإسرائيل.
أوأشار إلى أنه بحث مع مبارك "المرحلة الجديدة التي نمر بها في لبنان وآثار الحرب وضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل وإعادة الأسرى المحتجزين وتقديم خرائط الألغام التي زرعها الإسرائيليون على مدى سنوات طويلة والسعي المستمر من أجل الانسحاب من مزارع شبعا".
ورأى أن موضوع تبادل الأسرى بين إسرائيل ولبنان "في يد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والأفضل أن يبقى في يده".
وانتقل السنيورة من القاهرة الى عمان حيث قابل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القصر الملكي ناقلاً اليه "الشكر للمساندة والدعم الذي قدمه الملك عبد الله إلى لبنان ولوقوف الأردن الى جانب لبنان أثناء العدوان الإسرائيلي سواء كان ذلك في المواقف السياسية أم في المساعدات التي تمثلت بالإغاثة العاجلة ومعالجة الجرحى".
وأشار الى أن " الأردن أول بلد عربي جرؤ وكسر الحصار أثناء الحرب وبعد توقف القتال" .
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني أكد " دعم بلاده المستمر للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لبسط سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية " لافتاً الى "ضرورة التزام جميع الأطراف تطبيق بنود القرار الدولي 1701 لضمان ترسيخ الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية".
ورأى أن: "العدوان على لبنان أظهر فشل الحلول الأحادية الجانب ولذلك لابد من العمل على إرساء سلام شامل ودائم في المنطقة يكون أساسه إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على النحو الذي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة". وأكد "وقوف بلاده مع لبنان حكومة وشعباً».
وحضر اللقاء عن الجانب الأردني رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي ومدير مكتب الملك عبد الله الثاني الدكتور باسم عوض الله.
وأعلن السنيورة في مؤتمر صحافي مشترك مع البخيت أنه "طلب من الأردن المساهمة في تزويد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ببعض المعدات العسكرية ووجدنا من الأردن كل آذان صاغية للاستجابة لطلبنا".
وفي رد على سؤال أكد السنيورة أن: "الحكومة اللبنانية لم تتنكر ولن تتنكر للمقاومة ومنذ اليوم الأول للحرب وقفت هي والشعب سداً منيعاً في وجه الأعداء".
من جهته أكد البخيت تطابق وجهتي النظر الأردنية واللبنانية حيال جميع القضايا في المنطقة وأن "لا استقرار في منطقة الشرق الأوسط من دون حل القضية الفلسطينية ".