أعلن المتحدّث باسم الأمم المتحدة ألكسندر ايفانكو، أن المنظمة الدولية طلبت من اسرائيل أن تزيل شريطاً شائكاً جديداً اقامته في منطقة محاذية للحدود بين لبنان وإسرائيل، ولا تزال تنتظر رداً. وقال إيفانكو «طلبنا منهم أمس (الأربعاء) الانسحاب ولم نتلقَّ حتى الآن جواباً».وأضاف المتحدث الدولي، ردّاً على سؤال، أن الامم المتحدة تعدّ اقامة هذا الشريط الشائك في منطقة كفركلا «انتهاكاً ثانوياً» للخط الازرق.
وشاهد عناصر دوليون اخيراً اسرائيليين يزيلون فواصل في الاراضي اللبنانية قرب كفركلا في القطاع الاوسط من الحدود. كما لوحظ تعديل موقع الشريط الشائك بعمق عشرين متراً داخل الاراضي اللبنانية وبطول 200 متر. وكان الجيش اللبناني قد قدّم احتجاجاً لدى الامم المتحدة معتبراً أن ما يحصل تعديل للخط الازرق.
إلى ذلك، أعرب قائد قوة «اليونيفيل» الجنرال الفرنسي آلان بيلّيغريني أمس، عن رضاه عن التقدم الحاصل في جنوب لبنان بعد شهر من بدء تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. وقال بيلّيغريني إنه ينظر «برضى إلى ما تحقق منذ 14 آب الماضي، موعد بدء التزام وقف النار في إطار القرار 1701 الذي دعا إلى وقف الاعتداءات في جنوب لبنان. وأشار بيلّيغريني في تصريح وزعه مكتب الإعلام التابع لليونيفيل إلى «التزام عام بوقف الاعتداءات. الجيش الإسرائيلي يواصل انسحابه من جنوب لبنان فيما ينتشر الجيش اللبناني في هذه المناطق. أتوقع أن يتمّ الانسحاب نهاية الشهر الجاري».
ولفت إلى أن اليونيفيل «تعزز وجودها حالياً، فقد تعززنا بقوات فرنسية وإيطالية وأتوقع وصول الكتيبة الإسبانية غداً (الجمعة)، واقتربنا من العديد الذي نحتاج إليه، ولدينا مفهوم تفصيلي للعملية وقواعد الاشتباك».
ورأى أنه «بالتعاون مع الجيش اللبناني والتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، أعتقد أننا نستطيع أن نضمن بيئة مستقرة في جنوب لبنان».
ولفت البيان إلى أن الوضع استقر في الجنوب مع ارتفاع عديد اليونيفيل، الذي حدده القرار 1701 بـ15.000 جندي، ووصل حتى الآن إلى قرابة 3.750 جندياً من عشر دول.
وأشار البيان إلى أن الطرفين، اللذين لم يذكر اسميهما، «التزما عموماً وقف الاعتداءات». ولفت البيان إلى أن اليونيفل رصدت «عدداً من الأحداث الصغيرة والخروق في منطقة عملياتها بين نهر الليطاني والخط الأزرق، لكنها لم تكن ذات طبيعة عدائية».
لكن بلّيغريني نفسه أشار، في حديث لصحيفة «لا كروا» الفرنسية تنشره غداً الجمعة، إلى ان وصول بعض وحدات اليونيفيل سيتأخر «بالتأكيد» بسبب نقص المساكن التي توفرها السلطات اللبنانية. وأوضح بلّيغريني «لا اجد حالياً اراضي. وسأكون بالتأكيد مجبراً على تأخير وصول بعض الوحدات لأنه لا يمكنني إيواؤهم». وأضاف «اذكّر السلطات اللبنانية بأن عليها أن تعرض علينا أراضي، الامر الذي لا تفعله حالياً. نحن هنا بطلب منها، وبالتالي فمن ابسط واجباتها أن تساعدنا».
الى ذلك، وصلت الى شاطئ صور امس، قوة استطلاع اسبانية من احدى السفن العسكرية الاسبانية الراسية في عرض البحر في المياه الاقليمية اللبنانية عبر زورقين عسكريين، وعلى متنهما عدد من ضباط البحرية الاسبانية وجنودها، حيث تم انزالهم على الشاطئ ونفّذوا فوراً عملية استطلاع ومسح تمهيداً لعملية انزال الجنود والآليات الاسبانية من السفن العسكرية. وكانت الكتيبة الاسبانية التي تضم 490 عنصراً من القوات البحرية و76 عنصراً من القوات البرية، قد انطلقت من جنوب اسبانيا في الثامن من ايلول. ويفترض أن يتوجه الجنود الاسبان، وبينهم 77 امرأة، الى منطقة مرجعيون جنوب شرق لبنان، حيث سيبدأون عملية انتشار تستغرق ثلاثة ايام.
كما وصل بعد ظهر امس الى مطار بيروت، 199 ضابطاً وجندياً فرنسياً على متن طائرة فرنسية عسكرية خاصة. وقال اللفتنانت كولونيل كسافييه جيليو: «ننتظر أن يصل الى هنا 600 عنصر». ويتوقع أن يكتمل اليوم وصول الكتيبة الفرنسية الاولى التي تضم 900 عنصر، علماً أن معظم هؤلاء لا يزالون قرب مرفأ بيروت وسيتوجهون الى جنوب لبنان في موعد أقصاه الاثنين.
من جهتها، تدرس الحكومة اليابانية إمكان المساهمة بقوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وتقول مصادر في طوكيو، إن تردد الحكومة في أخذ قراراها يعود إلى «الوضع الهشّ في الجنوب اللبناني، وإلى احتمال اشتعال العنف من جديد»، علماً أنّ الحديث يدور حول إرسال قوات «غير مقاتلة» شبيهة بالقوات التي أرسلت إلى العراق وانسحبت قبل أشهر.
(وطنية، الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)