رغم بعض التأخير الناتج من أسباب لوجستيّة، من المتوقّع أن يتواصل خلال الأسابيع المقبلة تدفّق القوّات الدولية إلى لبنان. وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مرسوماً كلف بموجبه وزارة الدفاع الروسية مساعدة لبنان على محو آثار العمليات العسكرية التي خلفتها الحرب الأخيرة
ستشهد الأسابيع المقبلة وصول مئات من الجنود الإضافيين إلى لبنان، ونشراً للقوات البحرية التابعة لقوات «اليونيفيل». وقال أمس المتحدث باسم «اليونيفيل» ألكسندر إيفانكو: «نتوقع أن تصبح القوة عاملة تماماً بنهاية تشرين الثاني». وينتظر خلال الأيام المقبلة وصول ثماني وحدات بحرية ألمانية إلى المياه اللبنانية حيث ستقوم بأعمال المراقبة لمنع تهريب الأسلحة إلى لبنانوتعتزم باريس مواصلة تعزيز قواتها في لبنان بإرسال 700 جندي خلال شهر على الأكثر، كما تعهدت إيطاليا التي ستشارك بالعدد الأكبر من الجنود، استكمال انتشارها قبل نهاية كانون الأول.
وكانت المرحلة الأولى من انتشار قوة يونيفيل قد أُنجزت في 20 أيلول مع وصول ثلاثة آلاف جندي إيطالي وفرنسي وإسباني ليرتفع عدد الجنود الدوليين إلى خمسة آلاف، وهي العتبة التي اشترطتها إسرائيل لسحب قواتها من جنوب لبنان.
ومع استكمال الانتشار، ستقسم المنطقة إلى خمس مناطق. منطقة ساحلية في الشمال في منطقة صور، يتولاها الجنود الإيطاليون، وأخرى في الجنوب حتى مرفأ الناقورة وحتى الخط الأزرق يتولاها الغانيون. وفي الوسط من نهر الليطاني إلى الحدود، تمتد المنطقة التي يشرف عليها الفرنسيون والتي تشكل بنت جبيل قاعدة لها. وسينتشر الإسبان شرقي هذه المنطقة، أما الهنود فسيتولون القطاع الشرقي للمنطقة الحدودية.
وتجري عملية الانتشار مع بعض التأخير، حيث يفترض نقل وحدات منتشرة في مواقع محددة لإحلال أخرى محلها.
وواجه الفرنسيون الذين وصلوا حديثاً مشكلة إيجاد أماكن للسكن في معسكرهم الموقت في دير كيفا. وكانت الخطة الأولية تنص على تجميع الجنود التسعمئة في الكتيبة بصورة موقتة فيه، لكن الجنود الإيطاليين كانوا موجودين أصلاً فيه بانتظار انتقالهم إلى معسكرهم الدائم.
وفي مرحلة لاحقة، ستنضم وحدات أخرى إلى تلك الموجودة، وهو ما قد ينجم عنه مشكلات أخرى لوجستية. واقترحت دول مثل تركيا والصين وإندونيسيا وقطر إرسال عدة آلاف من الجنود إلى الجنوب.
وتحسباً لذلك، ينبه المتحدث باسم القوة الدولية إلى أن الجدول الزمني للمرحلة الأخيرة قد يطرأ عليه «تعديل طفيف».
وعلى صعيد كتيبة الهندسة الروسية، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مرسوماً كلف بموجبه وزارة الدفاع الروسية مساعدة لبنان على محو آثار العمليات العسكرية التي خلفتها الحرب الأخيرة.
ونقلت وكالة أنباء نوفوستي عن المكتب الصحافي للكرملين أن المساعدة ستقدم من خلال تزويد لبنان بالوسائل التقنية حسب القائمة التي حددتها الحكومة الروسية، والمشاركة في تعمير البنى التحتية للنقل. كما كلف بوتين الحكومة الروسية اتخاذ قرار يضمن تنفيذ هذا المرسوم.
وفي غضون ذلك قال ديميتري بولغاكوف، النائب الأول لرئيس دائرة تموين القوات المسلحة الروسية في جلسة مجلس الفيدرالية، إن الوحدة العسكرية الروسية ستتوجه إلى لبنان من مطار «تشكالوفسكي» في الثالث من تشرين الأول. أما المعدات فسترسل من نوفوروسيسك على متن سفينة شحن مدنية في 29 أيلول. وأضاف أنه من أجل تنفيذ المهمات في لبنان أُلفت كتيبة هندسة لبناء جسور تتكون من 307 أفراد و71 آلية عسكرية.
وقال بولغاكوف إن أفراد الكتيبة سيأخذون معهم خمسة طواقم من الجسور المركبة من طراز «سارم». وأشار إلى أنه «لا يوجد مثيل لهذه الجسور في العالم». وأضاف أن «وحدتنا العسكرية ستقوم بتنفيذ مهماتها خلال الفترة من 11 تشرين الأول وحتى 11 كانون الأول».
(أ ف ب، يو بي آي)