img src="/sites/default/files/old/images/p05_20060928_pic1.jpg" title="النائب الحريري" align="left" width="82" height="100"/>فداء عيتاني
تداخل الشارع والقواعد للطرفين يسمح بتبادل التأثير على المواقف

تتحدث مصادر في تيار المستقبل عن حرص خاص للنائب سعد الحريري على الاتصال المباشر بالجماعة الاسلامية، فيما تتحدث مصادر الجماعة في المقابل عن التداخل بين الجمهورين والخطابين، وعن نقاط الافتراق.
يدرك الحريري مدى حساسية الجماعة وجمهورها لاسم حليفه سمير جعجع، وهو يتعمّد الابتعاد عن طرح الامر للتداول امام الجماعة. على الاقل هذا ما ترويه مصادر المستقبل، فيما لا ترسم الجماعة خطوطاً حمراء في خريطة تحالفاتها، على رغم أن جمهورها قد تكون له وجهة نظر اخرى، لا تنحصر بالضرورة في عدم الرغبة في التحالف مع قائد القوات اللبنانية، بل تتعدى ذلك الى مسائل اخرى.
“في بداية الحرب سمعنا من قواعدنا كلاماً لا يصبّ في موقفنا السياسي ولا ينطلق منه. موقفنا واضح في العداء لاسرائيل ورفض اية هيمنة اميركية. الا أن القواعد كانت تتعرض لضغط من اخوتها وأقربائها المنضوين في تيار المستقبل”، يقول مصدر في الجماعة. ولمن لا يعرف، فإن التداخل في القواعد السنية في بيروت كبــــــير جـــــداً فـــــي المناطــــــق ذات الكــــــــثــــافة الســـــكانــــية، وهــــي عــــــلى اختلاط يومي على مســـــتوى الاحياء والمدارس والجامـــــعات والقرابة المباشرة.
ويضيف المصدر أن الجماعة التي “واجهت بالتنسيق مع حزب الله العدوان الاسرائيلي الاخير في عدد من القرى ذات الغالبية السنية، راحت تعمل على التأثير المضاد في الشارع ايضاً، فالعداء لإسرائيل وردع العدوان هما امران لا نقاش فيهما. وهو الامر الذي ساهم الى هذه الدرجة او تلك في احتواء موقف بيروت من حزب الله، وخفّف حدة الموقف المعلن من الحرب، كما ساهمت الجماعة كثيراً في اعمال الاغاثة التي تتطلب احتكاكاً مباشراً بالجمهور النازح من مناطق الجنوب”.
ومع نهاية الحرب لم تر الجماعة مانعاً في صياغة وثيقة تفاهم مع المستقبل، على غرار ما هو قائم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وإن كانت مصادر الجماعة لا ترى مانعاً في توقيع وثيقة تفاهم اخرى مع اطراف ثالثة، وكل من الجماعة والمستقبل يعدّ لهذه الوثيقة بهدوء لافت.
“التنسيق قائم على اعلى المستويات بيننا، ثمة تفاهم سياسي وإيجابية لدى الطرفين نلمسها كلما التقينا، إلا إن التطبيق الفعلي والترجمة اليومية لهذه الايجابية شبه مفقودين، وقد يكون الأمر في انتظار وثيقة تفاهم، وفي هذه الاثناء فإن كل طرف يعمل مستقلاّّ”، يقول المصدر في الجماعة، الذي لا يتردد في الاجابة عن الخيارات المتعارضة في موضوع العلاقة مع الولايات المتحدة، فيضيف: “لا توافق الجماعة على اية تبعية او التحاق، نحن كان موقفنا واضحاً من حقــــبة التبعية لسوريا، ولن نوافق على تبعية بديلة للولايات المتحدة”.
اما إذا رأى “المستقبل” العلاقة مع الولايات المتحدة بمثابة “خيار استراتيجي” فعندها “لا ضرورة ولا مكان للوثيقة المشتركة”. الا أن المصدر يرى أن ما يصدر عن تيار المستقبل مفاده أن العلاقة مع الولايات المتحدة هي “في خدمة لبنان”، وسبق للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن وظّف علاقاته الدولية لمصلحة لبنان، وفي هذا الاطار، هذا النوع من العلاقات يقع في المجال المقبول، إلا أن خيارات اخرى لن تلزم الجماعة التي تقف عند خط التحرر، وقد وحّدت نفسها تحت اطار رفض الوصاية.
اللقاء مع هذا الطرف او ذاك بالنسبة الى الجماعة يخضع لمعايير عدة، والتفاهم مع تيار المستقبل أو حزب الله امر في طور الإعداد، وتجيد الجماعة الاسلامية في بيروت تمثيل الوزن المؤثر، وإن كانت قواعدها أحياناً ترفع صور رفيق الحريري وهي تنضــــوي في اطار التنظيم الاسلامي الأبعد عن حمل الصور وتبجيل الاشخاص حتى لو كانوا من الشهداء.